المسالخ..حكاية كل عام

لاجديد في كل عام، وفي كل موسم حج خاصة من حيث تكرار عملية الذبح الفوضوية. ولكن الجديد في هذا العام الحالي تطور الوضع كثيرا إلى الذبح غير الشرعي! وعلى الرغم من اعتراف الأمانة بوجود المشكلة عبر المتحدث الرسمي لها وهي تشكر على هذا الاعتراف النادر..!! وتجاوبها للقضية المطروحة وعن قصورها تجاه هذه الخدمة المهمة، والتي تحدث عنها وللأسف المختصون قبل هذا الحج بأيام..!والتوقع بحدوث أشياء مشابهة لها، وأيضا عبر المجلس البلدي في دورته السابقة، بل وفي مواسم ماضية.. ولكن يبدو أن الصوت يحتاج إلى مدى طويل جدا؛ حتى يصل إلى مسامع المسؤولين وحينها تكون المشكلة قد وقعت فعلا.. ولا ينفع الكلام.. كما حصل في مسلخ العكيشية مؤخرا. فمع تأكيد المتحدث الرسمي بزيادة الرقابة والتشديد فيها.. وهنا لا نعلم هل الرقابة زادت عدديا..؟ أم الزيادة في اشتراطات النظام..؟ والحقيقة لوكان النظام صارما من الأساس لما رأينا كل هذه التجاوزات من قبل المستثمر وعمالته.

وحين تسارع الأمانة بالتحرك المباشر لمعالجة هذه المشكلة. فنأمل أن لا يكون هذا التحرك هو ردة فعل فقط لهذا الموقف المخالف. ولكن نريد المبادرة المكتملة؛ لكي تكون مثل هذه الوقائع آخر الأحداث، من خلال عمل يبدأ عقب موسم هذا الحج فورا من قبل الإدارة المختصة بالمسالخ إذا كان لديها رغبة جادة ومؤكدة؛ وذلك بإيجادالحلول الفاعلة لموسم الحج القادم؛ للقضاء على هذه المشكلة من جذورها.. فقد تعالت الأصوات كثيرا؛ للتحذير من مثل هذه المشاكل. فالمشهد المؤلم ومن خلال الصور المنشورة في وسائل الإعلام من همجية الذبح بكافة الأشكال، وبلا ذكر اسم الله عليها..وكأن الذبح بصورة عاجلة وبلا أي حسيب أورقيب. ونأمل أن لايكون القول العربي المعروف “من أمن العقوبة أسأ الأدب ” قد طبق حرفيا في العكيشية.

إن الحديث عن مسلخ العكيشية يأخذنا بالتطرق عن المسالخ بصفة عامة في مكة من حيث الاهتمام الجيد بالخدمة المقدمة للمستهلكين، بالإضافة إلى إمكانية إاتاحة الفرصة للمسالخ (المطابخ) الأهلية؛وذلك لتخفيف الضغط على المسالخ الرئيسة متى ماتوفرت الشروط النظامية المتبعة. ولانعلم ما السبب الرئيس في المنع حتى الآن..؟ ولكن يبدو أن مراقبة مسالخ محدودة العدد.. أخف بكثير من متابعة بعض المسالخ (المطابخ) الأهلية..!!وياليت نستطيع أن نقول أن التنظيم الحالي أراح المواطنين في عملية الذبح.. فعلى سبيل المثال مسلخ حلقة الكعكية والذي يتعرض فيه المواطنين لعملية ابتزاز واضحة طوال العام من قبل العمالة الأفريقية المتواجدة خارج المسلخ عبر مشارطات إجبارية..نظرا لقلة المتواجدين الرسميين في المسلخ..حيث يبلغ عدد العمالة أربع فقط في الفترة الواحدة..وهذا مايثير الاستغراب كثيرا ..!! وحتى لو افترضنا تضاغف العدد مستقبلا.. فإنه آيضا لن يوفي بالغرض الأساس من حيث راحة المواطنين بتقليل الازدحام، وسرعة الإنجاز.. والذي يعد بالعشرات من المستفيدين على مدار الساعة فما ذنب المواطنين في دفع مبالغ ليست مستحقة عليهم في ظل خدمة غير مكتملة..؟ عموما حتى لا نبعد كثيرا عن الموضوع الرئيس.

هل نرى في موسم الحج القادم مايسر الجميع من مسالخ ذات خدمة جيدة.. ونبتعد عن الفوضى والعشوائية يا أمانة العاصمة المقدسة؟ نأمل ذلك.