كثر هذه الأيام الجدل حول الإرهاب ومسبباته ومن يدعمه ومن يرعاه … إلخ، وللأسف فإن الأطراف المتصارعة في الجدل تركز في جدلها على الإرهاب والذي للأسف ينسب إلى الإسلام، وهم لا يدركون بذلك بأنهم يرسخون نظرية الآخر والقائلة: (إن دينكم متطرف) وكان الإرهاب فقط لدى المسلمين.
نعم في الفترة الأخيرة كثرت، بل عمت العالم موجة من الإرهاب والتطرف لبعض الجماعات التى تدعى انتسابها للإسلام، وهذا شيء يحدث عبر الزمن ففي كل فترة من فترات التاريخ تنتشر أيديولوجية متطرفة من دين أو من مذهب معين وتبدأ تلك الأيديولوجية المتطرفة تنتشر على نطاق معين وقد يكون نطاقها محلي أو إقليمي أو عالمي، ثم لا تلبث بعد فترة أن تضمحل وتتلاشى، وممكن أن تصبح كامنة وقد تنهض مرة أخرى في فترة من الفترات، ومثال على ذلك في التاريخ الحديث (القومية العربية، الشيوعية، الاشتراكية، النازية …إلخ).
والملاحظ عبر التاريخ أن هناك سمات أو صفات سيكولوجية وأيديولوجية مشتركة للمتطرفين بصفة عامة أذكر من أهمها ما يلي:-
* اعتقادهم أن فكرهم الصح، وأنهم الصح وغيرهم على خطأ وانهم يملكون الحقيقة المطلقة.
*يعتقدون اعتقادا كاملا أنهم يملكون مفاتيح إنقاذ البشرية من الظلم والدمار، وأن مفاتيح النعيم لديهم.
*يتعصبون لفكرهم، وينفعلون ويتشجنون في الدفاع عنه.
*مستعدين للتضحية بالراحة وبالمال وبالنفس في سبيل نشره، والدفاع عنه.
*لديهم فراغ نفسي وعاطفي تملؤه الجماعة والرفاق.
*معظمهم لديهم إحباطات معينة حول شيء ما في هذا العالم.
*كثيري الشكوك والريبة ويؤمنون بشكل مكثف بنظرية المؤامرة العالمية والخفية.
*يميلون إلى الانعزالية، وفي نفس الوقت يترابطون مع بعضهم البعض ابتداء من البدايات، وانتهاء بالتجمعات المستقبلية الكبيرة.
*يستخدمون مفردات موحدة في مخاطباتهم مع بعضهم البعض ومع الآخرين مقتدين بذلك بمفردات وجمل زعمائهم.
*يؤمنون بأن زعماءهم مقدسون ومنزهون عن الخطأ ولا يسمحون بالتشكيك فيهم ويقاتلون في ذلك.
*لديهم حساسية مفرطة حول المفردات التي تتعارض مع معتقدهم وأفكارهم.
*هم ليسوا مرضى ولا مدمني، ويمتلكون الوعي والإدراك.
*سهولة انتكاستهم بعد الشفاء فالتطرف هو إدمان فكري صعب التخلص منه فالنازي أو الشيوعي أو التكفيري سيظل يحمل في جنباته النفسية تلك البذور حتى مماته.