بعودة الطلاب إلى مدارسهم يوم الأحد القادم؛ من أجل بدءالعام الدراسي الجديد. سيجد الكثير من الآباء والأمهات العديدمن التغير،والفرق الواضح من حيث تقاسم المسؤولية التربوية،والتعليمية بين المدرسة والمنزل وفي متابعة الأبناء .فما يقارب الثلث من الوقت سيكون جميع الطلاب والطالبات بين حجرات الدراسة وهذا مايخفف الكثيرعن كاهل الأب والأم من بعض الأعباء التي صاحبت الإجازة المدرسية الطويلة.. من سهر مبالغ جدا فيه،إلى التمركز لساعات طويلة أمام أجهزة الألعاب الالكترونية الحديثة، وغيرها من الانشغالات غير المفيدة.. فالإحساس المهم بقيمة الوقت مفتقد عند أغلب الطلاب والطالبات. وإن كان البعض منهم الإجازة كانت فرصة؛ للتزود بكل ماهو نافع ومفيد من الهوايات الخاصة التي تناسب رغباتهم وتطلعاتهم.
وحقيقة لا يخفى على اهتمامات أولياء الأمور في هذا الوقت من حملات رخيصة، وتهجم فاضح على المعلمين في وسائل الإعلام المختلفة بالنقد الهدام. ومعروف سلفا إذا أردت أن تهدم الأخلاق الفاضلة، والمبادئ العظيمة، والقيم العالية.فلا تكلف نفسك كثيرا، فقط عليك بمهاجمة معلم الناس الخير..!! وهذه الفئة الهدامة -ولله الحمد- ليست ببعيدة عن مدارك المجتمع. فالجميع يعي خطرها وضررها الاجتماعي، ويعي أنها غير مربحة للوطن..إلا فيما يخصها..!! فما أسهل الانتقاد، وما أصعب القدوة.، وما أقل الاعتبار. ومن هنا فالأمل معقود على الأسرة، وخاصة من باب التعاون المثمر أن تساهم في التأكيد على الصورة اللائقةمن حيث الاحترام والتقدير الواجب على طالب العلم، ومن حيث الاستفادة الكافية من عطاءات المعلم الوطني.
تظل كافة الأسرة التعليمية في المدرسة وعلى رأسها المعلم -بطبيعة الحال- صمام أمان في محاربة مجمل الأفكار المتطرفة، والبعد تماما بالطالب عن الأجواء الفكرية الملوثة، وخاصة في هذا الوقت الراهن. وماصاحبه بصورة واضحة من ظهور الجماعات الإرهابية، والتي لم يردعها مؤخرا شرف الزمان والمكان في مكة المكرمة،وجماعات أخرى تأخذ توجيهاتها من دول عدوانية مجاورة؛ للنيل من هذا الوطن المبارك.ولكن لن يكون ذلك-بإذن الله- فحين نقلل من ولاء وانتماء المعلم الوطني، واتهامه بأشياء لا تمت للحقيقة بصلة.. فكيف نرجو من جيل بأكمله الخير والنفع؟ فيجب ردع كل من يتمادى على مكانة المعلم، وأن يحاسب كل متجاوز على قدر تجاوزه. وأن يجد المعلم كل التقدير والاحترام من وزارته أولا، ومن كافة أطياف المجتمع ثانيا. فإذا أردنا بكل أمانة جيل متعلم يحب دينه ووطنه وأمته فلن يكون إلا عبر المعلم.
اعتقد الامور باتت واضحة ومفضوحة …فالمجتمع بأكمله يعرفون قيمة المعلم …