إن المتابع للواقع الاجتماعي في الوطن العربي
يرى أن لتلك الثورات التي قادتها الشعوب ضد حكوماتها حق في القيام فتعددت مسمياتها وطرقها وأسبابها والمستفيدين منها والخاسرين فيها والطامعين بخيراتها فهناك من اسماها الربيع العربي وآخرون ثورة الكرامة أو ثورة العزّة أو ثورة المجد أو ثورة الجياع أو ثورة الإصلاح.
أما أسبابها فمتفق عليها في جميع الأقطار وهي :
· الاستفراد بالسلطة لمدةطويلة.
· المحسوبية والقمع وقطع سبل الحوار مع الشعب.
· البقاء للأقوى سواء مات المواطنون جوعاً أو تشردوا في أقطار الأرض بحثاً عن لقمت العيش .
السؤال الذي يأتي هنا بعد تلك الثورات ما الذي حدث ؟
سيقول:
حصلنا على كرامتنا .. حريتنا .. أحلامنا ” المزعومة “
ولكن ..
فقدنا أمننا
فقدنا هويتنا
فقدنا أعراضنا
فقدنا ممتلكاتنا
فقدنا وحدة كلمتنا
لأنه أصبح كل شخص يتكلم بسم الثورة أو الحزب أو المليشيا التابع لها
فلا يوجد من ينادي باسم الوطن وبسم الحقوق المسلوبة لأن هناك من دخل حياتنا وفرق كلمتنا فلم نعد نصدق كل ما يقال.ناهيك عما يفعله التدخل الأجنبي بيننا سياسياً واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا لذا حياتنا في بلدنا أصبحت أكثر جحيماً من السابق .
أحبتي أبناء وبنات المملكة :
أين موقع السعودية من خارطة العالم العربي الآن؟
لا تستغربوا إن قلت ” بملئ فمي وعلوّ صوتي “
– مستحيل – أن تقوم ثورة في أرض الحرمين الشريفين – بإذن الله – .
لماذا ؟
هناك سبب رئيسي وأسباب فرعية تمنع القيام
بمثل تلك التخريبات والانهيارات التي حدثت في البلدان الأخرى
– السبب الرئيسي –
المصالحة الكبيرة بين الدولة والمواطن على كافة الأصعدة
من خلال الاحترام المتبادل والإحساس بالأمان في ظل الشرعية الملكية التي تسعى دوماً لربط أواصر الصلة بين صنّع القرار والشعب بأسلوب أسري واجتماعي فعندما نسمع كلمةً لولاة الأمر يشعر الجميع بالحنان الأبوي الذي خلق لدينا الإحساس بالانتماء الوطني .
– الأسباب الفرعية –
1. الطابع الديني الوسطي الذي عليه جميع فئات الشعب .
2. التربية الاجتماعية التي نشأ عليها الأفراد قائمة على وحدة الكلمة في منظومة قبلية وأسرية .
3. عدم وجود تحزّبات فئوية .
4. البعد عن التأثر بالتيارات الفكرية الوافدة .
5. استشعار قيمة الأمن الذي نعيشه .
6. الرفض الاجتماعي الكامل لكل رأي يقدح في الشرعية الملكية والوحدة الوطنية .
7. الاتفاق الاجتماعي على مكانة الدولة اقليميًا وعالمياً .
8. الإيمان بخطوات الإصلاح التي تسير الدولة وفقها .
9. انفتاح أفق الحوار على كافة الأصعدة .
10. المواكبة العالمية في جميع المجالات .
أحبتي :
لا شك نحن بشر ويبقى هناك تقصير وخطأ
لذلك الدولة – أيدها الله – لم تنكر أن هناك فساداً وتقصيرا يحتاج للتغيير وإعادة البناء و التصحيح ولكن متى وكيف يحصل ذلك ؟
يمكننا أن نجْمل خطوات الإصلاح بما يلي :
– وحدة الكلمة والالتفاف حول القيادة وعدم الخروج عن الجماعة لأي سبب كان .
– التآزر والتكاتف في وجه كل دخيل واقصد( الإرهابيين أو الطائفيين أو المفكرين المنحرفين ) لتستمر عجلة الإصلاح.
– الإيمان بأن الإصلاح السليم يحتاج لوقت والبناء يحتاج إلى عمل وجهد لذلك لا نستعجل كل شئ .
أما أولئك الحمقاء
الذين باعوا وطنهم كـ (غانم الدوسري والفقيه وأعوانهم) أصبحوا أبواقاً ناعقةً على كل منبر ينفّذون الأجندة الخارجية التي تريد أن تنقل الفوضى من حولنا إلى داخل الوطن من خلال ادعاءات زائفة تصوّر أن جميع المواطنين يعيشون في المعتقلات أو في فقر مطبق أو المطالبة بإطلاق الإرهابيين المفسدين .
لذا نقول لهم بصوت واحد إن الوطن خطّ أحمر دونه ( العرض والدم والروح ) لا نساوم على أمنه واستقراره فهو يمثّل هويتنا دينياً واجتماعياً وعالمياً .
أيها الأحبة :
وحّدوا كلمتكم خلف قيادتكم واثبتوا على عقيدتكم واستمروا في مشاركة حكومتكم البناء فغداً أجمل بإذن الله .
همسة :
في موطني
الكل سواسية في نظر القانون مهما كان منصبه أو مكانته .