نبيه العطرجي

عَامْ مَضَى … وآخِر أقْبّلْ

 
مودة الفؤاد

دَورة الفَلك أكتَملت بتعَاقب الليْل والنهَار ، وتَوالي الأيَام حَيث
أنْقضت الأسَابيع والشُهور ، ونَقص مِن عُمرنا عَام مِن مُجمل الأعْوام
التِي قُدر لنّا أنْ نَعيشها فِي دُنيا فَانية الرَحيل مِنها مُؤكد فِي
أيّ ثَانية .
أزِف رحِيل هَذا العَام 1438ه وقَد طَوي بسَاطه ، وقَوض خيَامه ، وشَد
رحَاله ، عَام أحتَضن بَين طيَات أيَامة الكثِير الجَم مِن الخَير
الوفِير تنعمْنا فِيه بموَاسم الخَير جمِيلة العطَاء رَبح مِنها مَن رَبح
ليَزداد إيمَاناً وتقَوى ، أخبَرنا الخَالق مِن خِلال تِلك الموَاسم
الفضِيلة أنّ كرَمة لنَا كثِير لَا حُدود لَه ولَا مثِيل لَه .
عَام مَضى بأفَراحه وأتْراحه ، بخَيره وشَره بِكل مَا فِيه مِن أحدَاث
سَجلها التَأريخ لتَكون شَاهداً لنَا أوْ عَلينا .
وهُوا اليَوم يُودعنا ودَاع تَدمع العَين لفُرقاه ، ودَاع مهَاجر تَارك
الجمِيع دُون رُجعة .
عامْ بالأمسِ مَضى .. وعامْ فِي اليَوم أتَى
وإنَّا لنَفرح بالأيَام نقطعُها .. وكُل يومٍ يُدني مِن الأجَل.
ونَحن نسْتقبل عَام 1439ه فَاتح ذرَاعيه ليَستقبلنا بصَفحته البَيضاء كبيَاض قُلوبنا صَافيه كصَفاء نفُوسنا نقِية بنقَاء سرائرَنا ، وسَنخط عَليها أعمَالنا الخَيرة الحسَنة ، ومَا قُدر لنَا فِعله بأمر الله تعَالى .
عَام يَنبغي أنْ نستثْمره خَير إستثمَار لًا أنْ تَكون أعمَالنا فِيه
نُسخة مُطابقة لأعْوام مَضت ، والنَفس كمَا هِي لَا تجدِيد فِي عطَائها ، فالعَاقل مَن أتعَظ مِن أمسِه وأهتَم بيَومه الحَاضر ليَكون لَه خَير مِما مَضى .
فعَامنا الجدِيد 1439ه نِعمة أكرمنَا الرحمَن بِها مِن ضِمن نعمَائة التِي لَا تُعد ولَا تحصَى قَال عَلية الصَلاة والسَلام : (خَير النَاس مَن طَال عُمره وحَسن عَمله ، وشَر النَاس مَن طَال عُمره وسَاء عَمله) .
وأقبَل عَامنا الجدِيد 1439ه بأمَانيه وأحْلامه وآماله وطموحاته التِي تتمَنى النفُوس أنْ تُحققها خِلال أيَامة المقبِلة .
فليَكن عَام حَافل بفِعل الخيرات ، عَام رَاقي بالإنجَازات التِي تقُوده إلَى مصَاف الدُول المتقَدمة ، عَام أمْن وأمَان خَالي مِن الحُروب فِي شَتى بقَاع العَالم العَربي والإسْلامي ، عَام تَزول فِيه الغَفلة عَن القلوبْ لتَنبض بحُب الله قُولاً وفِعلاً .
يَارب أجعَلة عَام خَير وبَركة ، وأصْلح فِيه أمُورنا ، وشَافي مَرضانا ، وأرحَم مَوتانا ، وفَرج همُومنا .
وكُل عَام وأنْتم بِخير ،،،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى