حمود الفقيه

من غيب الروح الرياضية

الرياضة أصبحت مهوى أفئدة الشباب في كل دول العالم لاينكر ذلك منصف عادل.
واقتصار الرياضة على الألعاب الرياضية في مدارسنا، والتركيز عليها في أنديتنا الرياضية بتر الجزء المهم للمجتمع، وهو الثقافة الرياضية ففي مدارسنا يمارس الطالب الألعاب الرياضية وفق إمكانات كل مدرسة، والمعلم يركز عليها نظرا لأن الممارسات ترضي ذائقة الطلاب، وتشبع ميولهم ورغباتهم فأهمل الجزء المكمل وهو الثقافة الرياضية التي تبني القناعات والمبادئ الرياضية، وتحدد السلوك الرياضي للطالب في مستقبل حياته، ولو طرحنا سؤالا أو أكثر على معلمي التربية الرياضية وأعضاء مجالس الأندية مثل من غيب الروح الرياضية في نفوس أبنائنا وبناتنا، وأحلل مكانها التعصب الرياضي فكثير من الرياضيين ينادي بالروح الرياضية، ويخفق في تحقيقها في المجتمع ويردد الرياضيون من زمان مضى العقل السليم في الجسم السليم، ونجد أطفالنا وشبابنا يعانون من السمنة، وهذا نتيجة لعدة عوامل لعل أهمها: إهمال بناء الثقافة الرياضية في مدارسنا وأنديتنا.
وإذا كانت الأم مدرسة فتزويدها بالثقافة الرياضية يسهم في إكساب أبنائها الكثير من القيم الرياضية التي تساعدهم في ممارسة الرياضة في حياتهم، وإعداد الأطعمة المعززة للصحة العامة، ولعل معارضي حصة الرياضة في مدارس البنات تبادر إلى اذهانهم أنها ستكون فقط ممارسات لألعاب رياضية ينتهي أثرها بنهاية الحصة مثل مايحدث في مدارس البنين، فإن كانت كذلك فلن تكون ذات جدوى كبير .
وعلى هيئة الرياضة وضع استراتيجية جديدة لبناء الثقافة الرياضية من خلال أنديتها ومن خلال رسائلها الإعلامية، ومناهضة البرامج الرياضية التي تقوم على رفع الصوت والمهاترات بين المتحاورين، والتي تعزز التعصب الرياضي وتضعف الروح الرياضية.
وتوجه النجوم الرياضيون في الوطن بدعم هذا الجانب في تصاريحهم وأحاديثهم الصحفية لأن كثير من الشباب يستمعون لهم ويقتنعون بأفكارهم.
فإنشاء ممشى رياضي في الحي لن يؤدي رسالته مالم يكن سكان الحي لديهم ثقافة رياضية تشربوها من معلميه في المدارس منذ نعومة أظافرهم.

حمود أحمد الفقيه
تربوي متقاعد

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button