..
يظل للعمد في الوقت الراهن دورا اجتماعيا مهما على الرغم من اختلاف الأدوار سابقا وحاليا. ففي السابق لدى العمدة صلاحيات واسعة تنسجم مع رغبات سكان الحي تصل في بعض الأحيان إلى حد التأديب باليد..!! والتدخل في الأمور الاجتماعية الأخرى من فض النزاع، والصلح ،وفي تقريب وجهات النظر،وفي أداء الحقوق. بل تصل إلى أبعد من ذلك في الواجبات المهمة حسب العرف المتبع، والعادات،والتقاليد الأصيلة، وفي أداء بعض الحقوق الإنسانية. والتي يكون للعمدة اليد الطولى فيها. ففي أحد المواقف لأشهر العمد في مكة المكرمة .. – يرحمه الله- ونظرا لرغبة أهل القاتل غير المتعمد التوصل للصلح..لازم العمدة أهل المقتول ثلاثة أيام متتالية في دار العزاء؛ طلبا للصلح وفعلا تم له ما أراد ابتغاء للأجر . عموما كل قديم جميل.. ولكن هذه سنة الحياة فما كان لايمكن أن يعود.
وفي الوقت الحاضر يقوم العمدة أيضا بأدوار مهمة في المجتمع من ناحية أمنية، واجتماعية،وإنسانية على الرغم من بعض المعوقات من حيث التجميد على مراتب وظيفية قد تكون في الغالب منذ بدء تعيينه، وتكليفه في البحث عن مقر مناسب؛ لتقديم الخدمات اللازمة لسكان الحي،بالإضافةإلى تحمل كافةالمستلزمات المكتبية، وغيرها من المعوقات.. فكيف يستطيع العمدة أداء واجباته المفروضة عليه في ظل صعوبات وظروف قاهرة يعايشها على مدار دوامه اليومي. وعلى سبيل المثال..كيف يكون مقر لأحد العمد وفي منطقة لا تبعد عن المسجد الحرام سوى كيلو واحد. ولايتجاوز هذا المقر في مساحته الكلية تسع أمتار فقط ! وبصورة سيئة جدا، وغير حضارية. وعلى مقربة من أمانة العاصمة المقدسة !! فهل من اللائق أن يكون هذا المقر بمافيه من ضيق المساحة..ويضاف إليه سوء المنظر.. ونطالب فيما بعد هذا العمدة بأداء مهامه وعلى أفضل صورة. قليلا من العدل والإنصاف.
عموما قبل سنوات قريبة ومن باب المسؤولية المجتمعية أبدت إحدى الشركات المكية ومن خلال أفكارها الجميلة..تعاونها التام مع عمد الأحياء في مكة المكرمةبعد التنسيق مع الجهات ذات العلاقة.. عن مساهمتها الفاعلة في بناء مقرات حديثة؛ تقديرا للدور المهم للعمد. ولكن يبدو أن لأمانة العاصمة المقدسة رأي آخر لا مبرر له.. !! في منع التعاون البناء مع الشركات والمؤسسات الوطنية..والغريب في هذا الأمر أن الأرض حكومية،والعمد أصحاب وظائف حكومية، والأمانة بطبيعة الحال دائرة حكومية.. فأين تكمن المشكلة !؟ على عكس التعاون المثمر بين أمانة محافظة جدة والغرفة التجارية في تفعيل الشراكة المجتمعية؛ من أجل بناء مقرات لعمد الأحياء. ومابين لامبالاة أمانة العاصمة واهتمام أمانة جدة قد نجد إجابة للسؤال.