أ. د. عائض الزهراني

سلمان وإتقان التوازن

..

بدأت ‏إقامة العلاقات الدبلوماسية السعودية الروسية على الصعيد الرسمي قبل قرن تقريبا عندما اعلنت اعترافها رسميا بالمملكة العربية السعودية ورغم الاختلاف والتباين بين نظاميهما السياسيين ‏مما جعل العلاقات بين مد
وجزر في تاريخ طويل من الزيارات الرسمية بين البلدين تبرز تاريخ العلاقة وعمقها التاريخي والى الجوانب المشتركة تاريخيا هناك المبادئ التي رسمتها المملكة في سياستها الخارجية المتكئة على الثوابت المعطيات التاريخية والحضارية والدينية والاقتصادية ‏ضمن الاطر الرئيسة أهمها تعزيز العلاقات بين البلدين وبين العالمين العربي والإسلامي فروسيا تنظر إلى المملكة كقوة سياسية لها وزنها الدولي وقوة اقتصادية من ضمن القوى العشرين عالميا والحرص على المصالح العربية في محيطها العربي والثقل الإسلامي ‏ لأنها قبلة المسلمين ومثوى أفئدتهم والعلاقات المتكافئة مع القوى الكبرى التي ارتبطت معها بنسيج من المصالح المتبادلة المشتركة وتدرك روسيا أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين التي ستفتح افاق جديدة ‏ في اطارتعزيز وتطوير علاقة قويه راسخة مع موسكو وفتح المجال على مصراعيه لتقارب مميز لم تعده الدولتان من قبل واتخاذ نهج مختلف من التقارب في كثير من القضايا ‏التي اشعلت منطقة الشرق الأوسط عموما والدول العربية من حروب وفتن وارهاب وتصدير طائفية بغيضة مقيته وتدخل سافر من قبل إيران وإشعال المنطقة حروبا عقائدية‏ .
..
الزيارة التاريخية ستفتح آفاق جديدة من التعاون بين البلدين وتجاوز كل الاختلافات والوقوف على أرضية خصبة والدفع ‏ باتجاه توطين التعاون العسكري وبناء المفاعلات النووية كما تم اعداد حزم من المشاريع والاتفاقيات الاقتصادية الضخمة وخاصة في مصادر الطاقة البديلة وحفظ إنتاج النفط في مستويات يتفق عليه الطرفان والاستثمار في الصناديق السيادية والمشاريع التنموية ‏في تجارة التجزئة والعقارات .
سيتحقق بهذه الزيارة علاقات قويه تخلق توازن مأمولا وقوة تستطيع بها النفاذ تجاه ما تريده. المنطقة من استقرار ونمو وهدنة بعد اشتعال فالعلاقات بين السعودية والروس ‏سيصيب السياسة الإيرانية بارتباك ويدفع باتجاه إيجاد تسوية مقبولة توقف اطماعه في المنطقة وعدم التدخل في شؤون الدول العربية.
وهذا ما يسعى اليه ملك الحزم بالحكمة الرزينة و الحنكة العقلانية ‏وبتوازن دقيق عميق محققا مصلحة وطنه وأمته العربية والإسلامية .
وبالفعل قلب معادلات التاريخ وغير تضاريس الجغرافيا وصنع سياسة دولية متسمة بالصدق والشفافية والاحترام مما جعله موضع تقدير الكثير من القادة السياسيين ويتحدث عنه الرئيس الروسي بوتين :
(أنه يحترم الملك سلمان وانه رجل حكيم ومتزن)

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button