..
كثيرا ما تكون المتابعة الإخبارية مهمة، فهي تنقل للمتلقي معلومات وأحداث قريبة منه أو بعيدة لتزيده إلماما ومعرفة، وفي موسم حج العام الماضي 1438 هــ وبحكم انتمائي لمكة المكرمة ـ شرفها الله ـ كان هدفي منصبا في متابعة أخبار وأنشطة القطاعات الحكومية والأهلية العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، ووقفت أمام إنجازات تحققت وأعمال قدمت زادتني فخرا واعتزازا بكوني مكية المولد والنشأة.
ومن المنشآت التي حرصت على متابعتها عبر وسائل الإعلام (مكتب الزمازمة الموحد) لعدة أسباب لعل أبرزها أن ما يقدمه من خدمات لا نظير لها بالعالم، فليس هناك منشأة بالعالم متخصصة في توزيع أو تقديم مياه مخصصة لفئة مخصصة.
..
وثانيهما أن المكتب ومن خلال مجلس أدارته النشط أخذ في سن لغة مواجهة التحدي والصعاب بأسلوب عملي يتوافق ومتطلبات العصر، فكانت خطوته الأولى متمثلة في تنفيذ برنامج “الزمزمي الصغير”، وهو برنامج كما عرفت عبر وسائل الإعلام التي تحدثت عنه، أنه يستهدف حث أبناء الزمازمة من صغار السن على خدمة حجاج بيت الله الحرام وتشجيعهم للعمل، من خلال عدة محاور أبرزها الإعداد النفسي أولا ومن ثم التأهيل العملي والتحفيز، وهي خطوة كنت أمل أن تقوم بها مؤسسات الطوافة أيضا.
أما الخطوة الثانية والمتمثلة في الاستفادة من الكوادر المتخصصة وتوظيفها التوظيف الصحيح، وتمثلت في قيام المكتب بابتعاث عدد من الزمازمة وأبنائهم من المتخصصين في المجال الهندسي للتدريب على تشغيل وصيانة مكائن ومعدات تعبئة مياه زمزم والتي تم تركيبها في مركز التعبئة الآلية للمكتب بمخطط الوسيق، وهذا يعني أن المكتب لم يفتح المجال أمام منسوبيه للعمل والمشاركة بكافة القطاعات خلال موسم الحج كما هو الحال والمعتاد بمؤسسات أرباب الطوافة، بل عمل على الاستفادة من الكوادر الشابة من الزمازمة وأبنائهم واستقطابهم وتوظيفهم بالتخصصات التي تتناسب ومؤهلاتهم العلمية.
ونأتي للخطوة الثالثة والتي أعتبرها أكثر شجاعة والمتمثلة في الاستفادة من الكوادر النسائية من منسوبات المكتب الزمزميات، وتعيينهن بوظائف قيادية على مدار العام، وهذا يعني إشراكهن في العمل والتخطيط والتطوير الذي ينتهجه المكتب.
وإن كان المكتب ومن خلال مجلس إدارته الشاب استطاع تنفيذ عدد من البرامج الجيدة ذات المردود الإيجابي على الزمازمة وأبنائهم وأحفادهم مستقبلا.
إنني أدرك بأن رئيس وأعضاء مجلس الإدارة واجهوا وسيواجهون الصعاب في كل خطوة تطويرية يقدمون عليها، وهنا أقول بأن النقد مطلوب لتطوير العمل متى ما كان يتوافق مع الواقع.
وعلى رئيس مجلس الإدارة ، أن ينظر إلى الأمام في سيره ولا يأبه لما قيل ويقال عن مسيرة التطوير التي يسير عليها المكتب.