..
لا يوجد أعظم من رسوخ الإيمان وعمقه للوصول إلى السعادة والطمأنينة، والسعادة في تعريفها البسيط هي شعور بالارتياح والاستقرار والرضا، وأكبر مصدر لذلك أن يتعلق قلب الإنسان بالخالق سبحانه فهو القوة المطلقة التي تدير هذا الكون وتتحكم فيه، ومنه يستمد الإنسان قوة معنوية تساعده على مواجهة التحديات والصعاب، وذكر الله مجلبة للطمأنينة (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، والبعد عن ذكره مجلبة للغم والهم والضنك (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ)، وكان يقول عن الصلاة: (أرحنا بها يا بلال) إن لدى المسلمين كنز كما يقول الشيخ صالح الحصين رحمه الله أهم وأثمن وأنفس من النفط، وهذا الكنز نقدمه للعالم بدون مقابل وفيه سعادتهم وحل مشكلاتهم، إنه الإسلام، وما هذه الحملة الشرسة على الإسلام من الماسونيين والصهاينة إلا لأنهم يعلمون قوته الكامنة وحيويته النافذة إلى قلوب الناس (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) وقد أدت هذه الحملة إلى تعريف العالم بالإسلام وبدأ الناس يدخلون فيه أفواجًا، ورغم هذا وذاك فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، وهذا لا يمنع أن نستفيد مما عند الآخرين من علوم ومعارف وما أثبتته الدراسات مما يعزز ويقوي شخصية المسلم، ويرفع منسوب السعادة عنده بعد قربه وتعلقه بالله، إن المادة الأكثر شعبية ونجاحا في جامعة هارفرد الأمريكية أحد أعرق الجامعات في العالم هي مادة كيف تتعلم لتكون أسعد؟
يدرس هذه المادة حول علم النفس الإيجابي “ابن شاهار”، وتجذب قاعته أكثر من 1400 طالب في الفصل الدراسي الواحد، كما أن 20% من خريجي هارفرد سبق وأن درسوا هذه المادة الاختيارية، ووفقا لما قاله ابن شاهار فإن المادة التي يدرسها تركز على السعادة واحترام الذات والدافعية وتمنح الطلبة النجاح ومواجهة الحياة بمتعة أكبر، ولقد أُطلِق على المعلم ابن شاهار البالغ من العمر 35 سنة بأنه “معلم السعادة” ويركز في دروسه على13 نصيحة لتحسين جودة حياتنا الشخصية والإسهام في صنع حياة إيجابية.
– النصيحة 1: اشكر الله على كل ما تملك: اكتب 10 أشياء تملكها في حياتك تمنحك السعادة، ركزعلى الأشياء الجيدة.
– النصيحة 2: ممارسة النشاط البدني: يقول الخبراء بأن التمارين تساعد على تحسين المزاج، 30 دقيقة من التمارين الرياضية هي أفضل دواء لعلاج الحزن والإجهاد.
– النصيحة 3: الإفطار: بعض الناس تفوت وجبة الإفطار لضيق الوقت أو لتجنب السمنة، بينما الدراسات تشير إلى أن الإفطار يمنحك الطاقة ويساعدك على التفكير وأداء أنشطتك اليومية بنجاح.
– النصيحة 4: الحزم: اسأل ما تريد، وعبر عن رأيك، أن تكون حازما مع نفسك يساعدك على تعزيز تقدير ذاتك، إن تخليت عن ذاتك وتحليت بالصمت فستصاب بالحزن واليأس.
– النصيحة 5: أنفق المال على التجارب: وجدت الدراسات بأن 75% من الناس تشعر بالسعادة عندما تستثمر المال في السفر والدورات والدراسة، بينما أشار البقية بأنهم أسعد عندما يتسوقون.
– النصيحة 6: واجه تحدياتك: الدراسات تشير إلى أنه كلما قمت بتأجيل المهام يتولد في داخلك القلق والتوتر، اكتب قائمة مهام أسبوعية قصيرة وأنجزها.
– النصيحة 7: علق كل الذكريات الجميلة والعبارات وصور من تحب: املأ الثلاجة، جهاز الحاسب الآلي، مكتبك، غرفتك، وحياتك بالذكريات الجميلة.
– النصيحة 8: قدم التحية دائما وكن لطيفا مع الآخرين: الكثير من مراجعي الحكومة عندما تبتسم لهم يتغير مزاجهم.
– النصيحة 9: البس حذاءً مريحًا: يقول الدكتور كيث وابنر رئيس الجمعية الأمريكية لجراحة العظام: “عندما تشعر بأن الحذاء مؤذ فإنك تصبح مزاجيا”.
– النصيحة 10: اعتن باعتدال حركتك: امش بهيئة منتظمة واجعل الأكتاف قليلا للخلف وانظر للأمام حتى يساعدك على البقاء في مزاج جيد.
– النصيحة 11: ما تأكله له تأثير على مزاجك: لا تفوت وجبات الطعام، تناول وجبات خفيفة كل 3 إلى 4 ساعات لتحافظ على استقرار الجلوكوز في جسمك، لا تكثر من الطحين الأبيض والسكر، تناول أي وجبة صحية ونوع في الأطعمة.
– النصيحة 12: اعتن بنفسك وتحل بالجاذبية: 70% من البشر يقولون بأنهم يشعرون بالسعادة عند اعتقادهم بأن مظهرهم جيد.
النصيحة 13: ثق بالله: مع الله لا شيء مستحيل، السعادة مثل جهاز التحكم عن بعد عندما نفقده نشعر بالجنون ونبحث عنه دون أن ندرك بأننا جالسين عليه.
ونصائح ابن شاهار هذه تتوافق مع ما جاء به معلم الإنسانية ومعلم السعادة الأول على مر العصور صلى الله عليه وسلم. نسأل الله أن يعمر قلوب الجميع بالإيمان والسعادة والطمأنينة وأن يوفق الجميع لكل ما فيه الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة.