..
قروبات للأصحاب المقربين نتراسل فيها بكل ما تحلو الحياة به معهم بعيدا عن السياسة، وكل ما هو ممنوع لننعم بالترويح عن قلوبنا هربا من تعب الأعمال اليومية وضجيج الحياة. وهناك قروبات أخرى تجد أنك تنضاف إليها من بعض الأحباب والمقربين، وتضم أناس لا تعرفهم ولا تعلم عن مزاجيتهم وأفكارهم، وإنما تضم للقائمة لتناقش أمورا مهمة بالمجتمع من وجهة نظرك كمواطن أو موظف لتناقش وتطرح وجهة نظرك، وكلا تلك الأنواع من القروبات للأسف تتشابه في إرسال نفس الصور والأحداث والمعلومات كثيرا.. والعجيب في بعض القروبات أن تتقبل كل ما يكتبوه ويشاركوا به وغير مسموح أن تنتقدهم في أسلوب مشاركاتهم فلهم الحق في ما يحلو لهم دون غيرهم؛ فتجد العجب العجاب أحيانا من مناورات وما يحزنني فعلا أن البعض كذلك يعتقد أن صوته مسموع وكلمته لابد أن تطبق وتنفذ على بعض المؤسسات الحكومية التي يطرح مشكلتها وينتقدها بعنف في كثيرا من الأحيان ..
حقيقة يا سادة يا كرام نحن في حاجة للعمل الجاد بتقنين تلك القروبات؛ لتصبح فعالة للمصلحة العامة للبلاد وللمدن التي نعيش فيها وذلك بتكاتف المجتمع مع متخذي القرارات بمدننا لنصل للهدف المنشود وفق نظام وتسلسل واحترام في الانتقاد أو طرح المشكلة. فالقضية ليست هي أن تكتب وترسل بالقروبات هنا وهناك .. بقدر ما يكون في داخلك فعلا رغبة للعمل الجاد والانتقاد البناء لخدمة مدينتك حتى نصل جميعا لتحقيق الأهداف المرجوة من تلك القروبات.. فزمن الخدع والبكش والشعارات الرنانة انتهى، وبدأ زمن النزول للميدان ياحميدان للعمل عن قرب لكل ما تراه مشكلة أو انحرافا يحتاج للتصحيح لتسجل انتقادك بالطرق التي تفيد وتدعم متخذي القرار للتصحيح السريع، وليس مجرد كتابة كلمات تزخرف بشوية ألوان بالفيس والواتساب؛ لتبث وتنشر على أعضاء القروبات وبكده تشعر أنك كفيت ووفيت وأنك البطل الهمام.
ما نحتاجه أن نمهد الطريق العلمي المقنن الذي يضمن إيصال صوتنا للمسؤول الأمين؛ ليحقق المطلوب بالعمل الجاد المبين وفق جودة عالية في الطرح والانتقاد البناء الراقي الجميل .. لننعم بجمال الصحبة والحياة لتستمر القروبات تؤدي دورها في المجتمع بالشكل السليم تسودها المحبة والألفة من الجميع .
محمود عبدالرحمن مغربي
مستشار إدارة التغيير وفلسفة إدارة الأعمال
طرح جميل ينم عن نظرة ثاقبة وفعلا اعتقد أنه رحل زمن الشعارات وأقبل زمن العمل ، والتقييم على الإنجازات لا على العبارات والخطب الرنانة ، وأن قيمة الشخص ترتفع بما يقدمه ، لأن النقد سهل وأكثر النقاد يظهرون الإستعلاء ويعتبر نفسه من رواد الكمال دون غيرهم .
لست من المعلقين على المقالات ولكنها عبارات شكر للمغربي أكثر من أنها تعليق على المقال .
رأي صائب ولكن لولا إختلاف الأراء لبارت القروبات !!