..
التّمكينُ في اللُّغة أن يُجعَل للشّيء سلطانٌ وقُدرة، قال تعالى: {إنّا مكنّا له في الأرض}، وفي معنىً آخَر: التّمكين في النَّجاح هو جَعْلُهُ مُتَمَكَّناً منه.
وتمكينُ المرأة مصطلحٌ تَبنّتْهُ اليومَ وسائلُ الإعلام كُلُّها، وأصبحَ يتصدّر العناوين الرئيسيّة في الأخبار، وفي خطط التّنمية، وما ذلك إلّا لترسيخ مفهومه في ضمير المُتلقّي لكي يخرج من عباءةِ التّقليديّةِ المهترئة، ويَتقبّلَ الشَّراكةَ الحقيقيّة مع المرأة في تحقيق النّهضة الّتي لن تكون مِنْ دونها.
إنّ كينونةَ المرأة مُستقلّةٌ عن الرّجل، فلكُلِّ واحد منهما سماتٌ ومُقوِّماتٌ شخصيةٌ تختلف عمّا لدى الآخر، ولكنّها تُكمّله في الوقت ذاته، وحين تنال المرأة حقوقها الطبيعية فإنّها ستُسخّرها في سبيل النّهوض بوطنها ومجتمعها، وستنافس الرجال باقتدار ولا ريب، ولعلّ هذا من الأسباب الّتي تجعلُ بعضَهُم يُقْصُونَها إقْصَاءً.
لقد غُيّبتِ المرأةُ بوصفها مُكوِّناً أساسيّاً في مشاريع التّنمية ردحاً من الزّمن، ورأينا أنّه في الوقت الذي تنال المرأةُ في البلدان المُتقدّمة ثقةَ مواطنيها، وتتبوّأ أعلى المناصب يكون حالُنا معكوسَ الاتّجاه، فهيمنت الذُّكوريّة، وأصبحتِ المُتحكِّمةَ على الرغم ممّا يعتريها من نقص، (فرَجُلٌ بنصف عقل خيرٌ من امرأة)! وحِدْنا عن الفطرة السّويّة، وهي أنّ لكُلٍّ من الرَّجُل والمرأة حقوقاً، وعليه واجبات بالتّساوي، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أو أُنثَىٰ وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون}. وأصبح مجتمعنا يوصف بمجتمع (القطب الواحد)، وغدا كجسد أصابه شللٌ نصفيّ، فمُربّية القادة، وحاضنةُ الأبطال، وفارسةُ الميدان، ومُطبِّبةُ الرّجال في ميادين القتال والشّرف أصبحت في اعتقادهم الباطلِ ناقصةَ عقلٍ ودين، وعندما كان يتكلّمُ الرَّجُلُ يجبُ أن تصمت المرأةُ، وصُنِّفت إنساناً من الدّرجة الثّانية وأقلّ، وحُرِمت من التعليم والميراث والعمل، وضُيِّقَ عليها في علاقاتها الاجتماعيّة، حتّى بعد أن فُتِحَتْ لها أبواب الجامعات حُرِمَت من جُلّ التَّخصُّصات العلميّة، ولا أعلم السبب، أهُوَ من نقص العقل أم من باب سدّ الذّرائع الّذي صمّموه بأيديهم؟! وانحدرت قيمتها إلى أسفل سافلين، فهي لم تُخلَق إلّا للمتعة والإنجاب، أمّا الأمور العظيمة فهي أدنى من أن تُناط بها، وليس سرّاً إنْ قلت إنّه لا يزال بيننا من يعتنق تلك النّظرة الدُّونيّة على الرّغم من شهاداته العليا ووظيفته المرموقة، وكم مِمّنْ يُعتدُّ بثقافته وجراب وعيه يفيضُ بأمثال هذه القناعات السُّود.
مِنْ أجل ذلك كان من العسير على هؤلاء القبول بالواقع الجديد، بل رأوا فيه نذيرَ شؤم يُهدّد منظومتنا الأخلاقيّة والاجتماعيّة على حدّ زعمهم مُدّعين حراسة الفضيلة. لكنْ ما إنْ فرضت الإرادة السّياسيّة العُليا كلمتها حتّى هرول بعضهم مُؤيّدين خوفاً من أنْ يُخرِجَهُم عنادُهم من (البرواز)، أمّا بعضهم فما زال مُتعصّباً لرأيه ظنّاً منه أنّه لو عدلَ عن رأيه لانْفَرَطَ العقد!
إنّ تمكين المرأة جاء بقرارات رشيدة مباركة تحمي مكتسباتها، وتُمكّنها من نجاحاتها الّتي حقّقتْها بجهدها في مختلف الميادين الإنسانيّة خلالَ كفاحٍ طويل كان بعضُهُ مرّاً، فاستحقّت التقدير محلّيّاً وعالميّاً.
بُوركت ابنةُ الوطن، وبُوركت القيادة.
سلمت ولكن التمكين اشمل من ذلك ايضا فاقتصاره على القيادة وعلى اقصاء المحرم لا يعد هذا تمكينا هذا اعطاء بعض الحقوق التي تفضلت بانها همشت منذ البدء هل يا ترى نرى العدل يطبق لها في قضايا الكم الهائل بديوان المظالم ؟تسرع تفعيل وانهاء الاجرتءات والمحاكمات واخراج ازمة السجينات ظلما وقهرا ؟؟لا اعرف ولكن شعور يراودني ان هذا انفلات للمراة..الصورة تتضح في وسائل التواصل بالذات (سناب)اكثر من مجرد اعطاء حقوق كانت مسحوبة ..هل منها او منه؟،او من منظومة كانت مسيئة ومنتقصة للانوثة بكافة ابعادها ..(الله يخارجنا على خير )..ودمتم سالمين غانمين ..