قبل نحو عامين مضت، استضافتني جريدة النادي في حوار مختصر حول كرة القدم التي أجهل الكثير عن نظمها ولاعبيها وأنديتها، لكني تحدثت يومها بألم المواطنة الغيورة على عادات وتقاليد وطنها، الحريصة على ملابسنا التقليدية، وسألت كما سأل غيري من قبل عن أسباب غياب اللباس الوطني السعودي عن محللي قنوات mbc sport، رغم أنهم مواطنون سعوديون، وقيامهم بنقل وتحليل مباريات الدوري السعودي. وإصرارهم وحرصهم على ارتداء البدلة والكرفتة وإظهار تسريحة الشعر.
ويومها واجهت جملة من الانتقادات من قبل البعض الذين يرون أن في هذه الخطوة تطويرا وتحديثا لارتداء الأزياء، كما وجدت مؤيدين لطرحي، وبين مؤيد لما طرحته وناقد لما قلته، لم يكن هدفي سوى العمل على استمرارية الزي الوطني، وألا يغيب عن محللينا الرياضيين كما غاب عن ملاعبنا ولم نعد نرى الجمهور يرتدي الثوب السعودي إلا ما ندر.
وقبل أيام مضت تابعت الإجراء الذي اتخذته هيئة الرياضة السعودية والمتمثل في إلزام الناقل الرسمي للدوري السعودي، باعتماد الزي الرسمي للسعوديين المحللين وغيرهم في برامجها الرياضية.
وقالت الهيئة في تغريدة لها: “الهيئة العامة للرياضة تطلب من الناقل الرسمي للدوري السعودي إلزام مَن يظهر على شاشتها من السعوديين أثناء تحليل المباريات بالزي الوطني“.
ولحظتها أخذت أنظر لمن حولي متساءلة لماذا أصبحنا ننظر صوب عادات وتقاليد الآخرين وننسى عاداتنا وتقاليدنا ؟، لماذا انسقنا صوب الآخرين ورغباتهم وأصبحنا نقلدهم في كل شيء حتى في ملابسهم ؟
والحقيقة أن فرحتي بخطوة الهيئة جاءت لتقضي على خوفي من أن يأتي اليوم الذي يظهر فيه الزي التقليدي السعودي كزي غريب وعجيب وسط الأزياء الأوربية القادمة نتيجة تسابق هذا وذاك لتقليد الغرب، وكنت أخشى على الناشئة والشباب أن يسعوا لمواكبة عصر التقليد فينساقوا لارتداء البدلة بدلًا من الثوب السعودي والشماغ والعقال.
وأحمد لله أن هيئة الرياضة السعودية وضعت الدواء لداء كاد أن ينتشر في مجتمعنا، ويجعل ارتداء البدلة الرسمية بدلًا من الثوب عملا جيدا، فجاء القرار قبل أن تطمس المعالم الوطنية، وتظهر التقليعات والعادات التي تجذبهم للسير نحو أعمال تتنافى مع قيمنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا.
1
شكراً لقلمك أ. ميعاد ، بالفعل والآن هيئة الرياضة ترتدي ثوب جديد وجميل ، وقرارات رائعة تعبر عن هويتنا وقيمنا .