..
يقول الأجداد: مطر الخريف شحم وريف. والشحم في المثل يقصد به لحم سنام البعير بينما الريف يدل على ما عدا ذلك من لحمه، ومعنى المثل أن أمطار الخريف إذا نزلت سالت لنزولها الشعاب ودفعت بمائها نحو الأودية فارتوت منه الفيوض والحرار التي تنتهي إليها تلك الأودية وهناك مراعي الإبل.
وقال لي أشياخ آخرون من قومي: الشحم كناية عن سائر الحيوانات التي تؤكل لحومها إذا كثر لحمها وشحمها، أما الريف فتعني بحبوحة العيش، والأجداد مغرمون بالسمن والسمين، وهما علامات كرم وجود عندهم، ويصفون كف الرجل بأنها أم الشحم إذا أرادوا مدحه، وكل شيء عندهم فيه سمين وفيه هزيل حتى الكلام.
أما مطر الخريف فهو المطر الذي ينزل في فصل الفيحة على نظامهم، أواخر فصل الربيع وأوائل فصل الصيف على النظام الأصل، ذلك أن تقسيم الأجداد لفصول السنة يختلف عنه عند حسّابي النظام الأصل، عندهم فيحة وشتاء أول وقيظ وشتاء ثان وربيع، بينما المتعارف عليه في النظام الأصل ربيع وصيف وخريف وشتاء.
الخريف عند الأجداد هي فترة زراعية وليست فصلا مناخيا، فترة تمتد بين مايو ويونيو تزرع فيها الذرة، ولأن الذرة تحصد في فصل الخريف (على النظام الأصل) فقد سموا المحصول خريفا واعتبروا الأمطار التي تسقط وقت زراعته أمطار خريف، والأمطار التي تسقط وقت حصاده أمطار شتاء الخريف (عن كتابي” الزراعة التقليدية” 1410)
0