ندى منشي

“دقيقة الندم”

..

إستيقظت مدينة الباحة صباح اليوم الأحد على خبر مروع وهو مقتل رئيس بلدية القرى على يد أحد زملائه في العمل وما تم تداوله أن السبب هو خلاف على الحضور و الإنصراف الرسمي بالدوام .

إستوقفني سبب القتل والخلاف ,, فالموضوع أبسط مما نتخيل لكن ما أخذ بتلابيب عقلي هو ما الذي يجعل شخصاً يقتل لمجرد هذا السبب الذي أعتبره بسيطاً من وجهة نظري ؟!

وأياً كان السبب سواء هذا أو غيره , هل هذا الشخص الذي يصل لمرحلة القتل لمثل هذا السبب قد يمر بحالة نفسية أو ضغوطات عارمة تجعله سريع الغضب ولا يملك التحكم بالنفس ؟  أو أنه شعر بأن هذا الأمر فيه تعدي على النفس أو المال أو الرزق ولم يتحمل ذلك وفقد توازنه ؟ أم أن هذا هو طبعه في مجمل حياته ؟

نسمع أحياناً بأشخاص هادئين ولم نكن نتوقع منهم هذا التصرف ولكنهم وقعوا فيه  , وهنا يزيد التساؤل والإستغراب ؟!!!

جميعنا يعرف أن الغضب هو حالة نفسية، تبعث على هياج الإنسان و ثورته قولاً أو عملاً، ويجعل الشخص يتصرف تصرفاً لا شعورياً ويقوم بتصرفات هوجاء تعطل التفكير ويفقد بها إتزانه  مما يزيد تدفق الدم ويرتفع الضغط وعندها تضطرب الأعضاء

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة ,, ندم وقهر على تصرف أهوج متسرع ,, لكن وأياً كانت الأسباب لذلك الغضب فلو إتبعنا تعاليم ديننا الحنيف في هذا الأمر سنتعلم كيف نروض انفسنا ونكبح جماح غضبنا ,, وأنا هنا لا أُنزه نفسي عن الوقوع في الغضب فقد كنت شخصاً سريع الغضب سهل الإستفزاز , ولا زلت أعمل على تدريب نفسي لأكون الأفضل  .

أذكر ذلك الموقف حينما ثُرتُ وأقمت الدنيا ولم أقعدها لسبب أذكره الآن وأضحك لشدة غبائي حينها , لكن تعلمت منه درساً قوياً جعلني أملك نفسي عند الغضب  , وأصبحت في كل مرة أشعر فيها بالغضب  أذكر الحديث  الشريف عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب))([1]) متفق عليه.,,

وتعلمت أنه عند الغضب يجب عليّ السكوت وأخذ نفس عميق قبل التلفظ بأي كلمة أو القيام بأي ردة فعل  كما تعلمت أنه لأخفف من طبيعتي الغاضبة عليّ بالاسترخاء ؛ والتأمل، والتنفس العميق، والتفكير، وتخيل الأشياء التي توفر الاسترخاء، وتجعلني شخصاً سعيداً، وتعلمت أن  آخذ فترة استراحة خلال ممارسة العمل لساعاتٍ طويلة فهو يخفف الضغط العصبي، ولا بد من النوم لساعاتٍ كافية خلال الليل، والقيام بالأشياء المفضلة؛ مثل: شراء الزهور، القراءة ، قراءة القرآن الكريم ، والإكثار من قول كلمة أنا شخص هادئ ..

يجب علينا مساعدة انفسنا لتخطي هذا الطبع السيئ والبدء بتدريب أنفسنا على تمالك النفس وكبح جماح انفسنا لأنها هي دقيقة واحدة فاصلة بين السلم والندم قال تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

Related Articles

2 Comments

  1. اصبح في زماننا والكثير منا ملتهي بهذه الدنيا الفانية، انا ديننا الاسلامي أدبنا واحسنا تربيتنا ،لكن من يعمل باحكامهه ويقتدي
    به ويروض نفسه ، لكن متطلبات الحياه اصبحت هي السباقه في نظرنا والآخرة هي الشي الذي نفكر فيه عند الوقوع في الخطاب.

  2. مقال جميل
    حزنت كثيرا لما حدث ونسأل الله العافية في الدنيا والأخرة أعرف القاتل وعملت معه .
    رجل لانزكيه على الله حتى أنه عندما وصلني الخبر أول من تبادر الى ذهني اتصل عليه لأعرف ملابسات الخبر هو ، لاستبعادي أن يكون هو القاتل رجل يصلي ويصوم وبعيد عن الشبهات دمث الأخلاق .
    المصائب لايدرك أبعادها أحد ولايعرف الحالة الا من وقع فيها نعم الغضب يجر كل فعل غير محسوب ولاينفع الندم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button