..
بعد غياب.. أعود للكتابة، ألملم ما تبقى من محبرة قلمي، التي سكبتها طوعاً، ليس لقلة ما يستحق الكتابة عن المحليات وغيرها، بل لشوق شدني لأسطر ما لمسته على أرض الواقع خلال موسم حج 1438، لبعض الجهود التي تسخرها مملكة الحزم في مواسم الخير، والتي غطت لعظمها سطوع شمس يوم واقد صيفه، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، إذ القرآن دستور وشريعة يحكمون به الوطن الكبير المترامي الأطراف، وليس أدل على تلك الإنجازات، ما لمسه حجاج بيت الله الحرام والتطور الذي فاق التوقعات في جميع مراحل الحج، وتناقلته جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية ولهجت به ألسن الحجيج، رغم الزيادة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين والمحددة 20%، وما رافقها من مضاعفة الجهود لجميع الوزارات والجهات المدنية والأمنية المعنية بشؤون الحج، والتي كانت مسرح كبير لملحمة جهود مكللة بالإنجازات المشفوعة بزيادة الإنفاق السخي في ميزانياتها، ليهنأ ضيوف الرحمن بالأمان والسلام الذي نعيشه بفضله سبحانه، ومنذ قدومهم أرض الوطن عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية، ولنا في توسعة الحرمين الشريفين خير شاهد ودليل، وما سيتبعها من توسعات للمطارات وخطوط النقل البرية والقطارات، والرقي الملحوظ في حسن إدارة الحشود وتحركاتهم خلال أداء النسك، ومن شواهد الحزم والإنجازات التي من وجهة نظري تمثل التحدي الكبير الذي كسبت رهانه المملكة العربية السعودية، أن يصل حجاج الجمهورية الإيرانية بكامل العدد المتفق عليه، لأداء فريضة الحج مع تعدد مذاهبهم والميول السياسية المتطرفة لدولتهم، التي سقط عواؤها وحج الحجيج بسلام وبركة من الرحمن، رغم ما كان يروجه إعلامهم المأجور من أضغاث أحلام، وكذا قدوم حجاج إمارة قطر لأداء الفريضة رغم المعوقات التي اصطنعتها قيادتهم المنزلقة في أحضان وآهية، تدعي الصلاح وفي باطنها الكره والحقد نحو الدول الإسلامية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، وتهدف بدسائسها وأحقادها إلى تعطيل كل شعيرة إسلامية، وقد خسئت وخاب ظنها بعد أن تساقطت أقنعتها الزائفة ومن يلتحفون بردائها المشرئب السواد، حسداً من عند أنفسهم، لما تحظى به المملكة العربية السعودية من مكانة شامخة بين الأمم الراقية، ولو ذهبنا جنوباً سنجد من التحديات وصول حجاج اليمن الشقيق وقد توافدت أعدادهم براً إلى الأراضي المقدسة، محفوفة بكل معاني الحب والود التي رافقت قوافلهم من منفذ الوديعة البري، الذي شهد تطوراً ملحوظاً وتجهيزات فائقة ساهمت فيها كل الجهات المعنية بلا إستثناء، وعبر أسطول من الحافلات الراقية، التي ساهمت في تخفيف أعباء السفر الشاق، الذي تخللته طرقات وعرة في داخل الحدود اليمنية، لما تشهده من حروب ونزاعات، لأحقاد دفينة نتاج تدخلات دول ودويلات ذات أطماع شيطانية، نسأل الله تعالى أن تنجلي لتشع شمس نهار طال إنتظاره لأهل اليمن خاصة وللأمة الإسلامية عامة، ولو عدنا بالزمن لما قبل وصول وفود الحجيج، للمسنا مدى التوتر الإيجابي الذي كنا نعيشه جميعاً، ذلك التوتر الذي يطمح للنجاحات التي ترتقي للجهود والتحديات التي يعيشها الوطن، لنؤكد للعالم أجمع بأننا وبفضل الله جديرون بخدمة ضيوف الرحمن، مع تعدد ثقافاتهم وأطيافهم المذهبية وفئاتهم العمرية، التي تجاوزت من وجهة نظري الستين والسبعين، وختاماً اسأل الله القدير أن يعيد علينا مواسم الخير بأمن وسلام، وأن يحفظ الوطن حكومة وشعبا وبلاد المسلمين..
عودا حميدا أستاذ عبدالرزاق..
حفظكم المولى عز وجل.
هناك الكثير من القائمين على خدمة الوطن سواء على الحدود او من العاملبن في خدمة الحجيج ومن خلال ماقدموهمن اعمال في سبيل انجاح هذا الموسم بكل اخلاص وتفاني في العمل فلابد من حصاد النتائج المرجوة من نجاح وتوفيق وانا نحمد الله على توفيقه لاجميع