..
نشهد هذه الفترة تطوراً وتحولاً كبير بسبب توجهات حكومتنا فيما يخص الإرتقاء بالعمل الإداري ذلك أننا نعيش حالياً مرحلة إنتقالية غنية فيما يخص العمل الإداري وهي مرحلة العمل المنظمي المتكامل بدءاً من ضرورة وجود لوائح يستند إليها ووصولاً إلى ضرورة وجود مؤشرات يقاس من خلالها العمل.
وبالتالي أتاحت حكومتنا الفرصة للمنظمات الصغيرة بإعادة النظر في هيكلتها وجاهزية وثائقها، وحفزتهم من أجل ترتيب أوراقهم بما يتناسب والتطور المطلوب خلال السنوات القادمة بما يكفل تحقيق أهداف الدولة.
ومن هنا كان ظهور عدد من المنظمات تساعد أصحاب الأعمال على ترتيب أوراقهم ومنها ما هو متخصص في قطاع الصحة، أو التعليم، أو الخدمات الخاصة. ومن هذه المراكز: المركز السعودي لإعتماد المنشأت الصحية (سباهي)، (JCI)، شهادات الـ ISO، أو المكاتب الاستشارية الخاصة التي بدأت تظهر في السوق المحلي بشكل كبير جداً.
وهذه جميعها عوامل مساعدة لأصحاب الأعمال، بمعنى أنها تساعدهم في وضع الإطار المنظمي ولكنها لن تضعه بالنيابة عنهم وإنما ستساعدهم في ترتيب الأوراق إما من خلال رسم الخطة أو وضع آلية التنفيذ .. الخ. ولكن المسئول عن التنفيذ بالعادة يكون أصحاب الأعمال أنفسهم بموظفيهم.. فمتى ما كان تأييد أصحاب الأعمال أنفسهم لهذا التطور و متى ما حثوا موظفيهم على الإنجاز بشتى الطرق كانت النتيجة إيجابية مبشرة تصب في مصلحة جهة العمل وكذلك الموظفين ذلك أن الموظفين يتلقون الكثير من التدريب التأهيلي الذي يطور من مهاراتهم وسلوكياتهم ويكسبهم خبرة عملية لم يكونوا ليكسبوها في غير هذا المناخ.
وعلى كل موظف يعمل في منظمة تسعى إلى تطوير نفسها وعملها ان ينخرط في ذلك التحول ويكون جزء منه بأي شكل من الاشكال وليس بالضرورة أن يعمل الموظف في وضع الخطط مع الإدارة العليا للمنظمة، ولكن أي عمل له علاقة بالتطوير والتحول من جمع البيانات إلى التحليل، ووضع التقارير، إعداد عرض بوربوينت، تجميع صور ما …. الخ. سيكون إضافة بشكل أو بأخر، وذا فائدة للموظف أولاً وللمنظمة ثانياً. فهذه جميعها إنطلاقة لتفهم صغار الأمور في العمل ومنها تنطلق إلى الأمور الكبيرة.
وعند إنخراطك في العمل أثناء مرحلة التحول إستفد من تجارب الآخرين ولكن لا تنسخها. بمعنى أنك أثناء عملك لن تجد صعوبة في الحصول على أي معلومة أو وثيقة أو نموذج أو فكرة أو حل… الخ، وذلك بسبب الثورة الإلكترونية التي يشهدها العالم.. فهناك مواقع مجانية توفر اللوائح وأخرى نماذج وثالثة آليات العمل.. وجميعها مفيدة .. ولكنها تفقد فائدتها متى ما إستنسختها كما هي وقدمتها بإسمك فكل شي يفقد معناه وفائدته متى ما فقد الروح التي تظهر من خلاله..
ولا نلوم الموظفين على طريقة إستخدمهم وإستنساخهم، فكل ما حولهم يحثهم على ذلك كما أنهم دروبو على جمل مثل: (Do not reinvent the wheel)، (لا تبدأ من الصفر وإنما إبدء من حيث إنتهى الآخرون)، صُبت هذه الجمل في أذانهم دون أن يُشرح لهم المعنى الحقيقي وراء هذه الجمل ألا وهو الإستفادة من تجارب السابقين بمعنى أن ننظر أين وقفوا، ومالعقبات التي واجهتهم لتجنبها، وما الوضع والوصف الذي يناسب منظمتك، وبالتالي شَكِل ما وصلوا إليه بما يتناسب مع منظمتك .. هذا هو المعنى من هذه الجمل.
نحن في عصر أصبحت فيه المعلومة في متناول الجميع فوسائل التواصل الإجتماعي لم تدع لك مجال للتفكير والإبداع.. لماذا القراءة وهناك من نسأله ليعطينا الحل، وأصبح الجميع يتحدث بصيغة الفاهم العالم وهو في الحقيقة لم يبحث عن المعلومة من خلال العمل وإنما بحث عن الإجابة على شبكات النت.. ومن هنا يتم الإستنساخ لما هو على شبكات النت واستخدامه دون قولبة أو فهم أو معرفة لجوانبه. حتى وان كان ما هو موجد في وسائل التواصل الاجتماعي مناسب جداً للتقديم لا تقدمه حتى تدرسه وتعرف جوانبة وخلفياته وكيفية إعداده وإن كان هناك إمكانية للتعديلة او تغيره … الخ هذه الامور. عندها ستقدم مشروعا جيداً ذلك أنك استخدمت عقلك حتى وأنت تستنسخ فكسوت المادة التي وجدتها بروحك وروح منظمتك وبالتالي حقٌ لك ان تضع عليها شعار منظمتك.
المهم في العمل الابتكار بمعنى أنك تأخذ من كل بحر قطرة وتبتكر أمراً يناسب طبيعة عملك. فلا تحاول تضخيم بعض الأمور لمواكبة جهات معينة ولا تحاول تقليل بعض الأمور لعدم الثقة بالنفس وإنما كن مبتكراً لتحصل على الريادة.
ليس عيب ان تستعين بوسائل التواصل الاجتماعي، ولكن من المهم أن تكون أداه مساعدة لك وليس ركيزة مهمة في إنجاز أعمالك..
لقد حبانا الله سبحانه وتعالي بالعقل لنستخدمه في التفكير والبناء والربط بين الأمور .. فلا تسئ إستخدام عقلك فهناك فرق شاسع بين استكشاف الطريق والاستفسار عن الطريق. حاول ان يكون عملك رحلة استكشاف وإجعلها ممتعه لا تفسدها بالقوالب الصماء التي لا تتحرك ولا تتطوع معك.