..
قبل سنة كتبت مقالًا بعنوان “الصحوة الواعية” في جريدة وطنية ذات توجه فكري وطني منفتح، وقد كان ولازال أصحاب الفكر المتشدد والمتنطع والمتطرف والتكفيري يسميها بمسمى قبيح …وللمعلومية فقد صنفوا أيضًا بقية الصحف التي لا تتبع فكرهم، ووجهوا الاتهام منذ القدم لكل من خالفهم بالرأي بتهم مختلفة، ابتداء بالحداثة وعمالة الغرب، وانتهاء إلى ما قبل كم سنة بتهم العلمانية والليبرالية.
وقد أنهيت المقال بالنص التالي: (الشيء الذي أعتقد أنه قد يكون إيجابيًا لتلك الشعوب التي سلكت ما سمي بطريق الصحوة، أن الأغلبية العظمى بدأت تصحو من سباتها على فكر من الوعي واليقظة، وأصبحت ترى من على البعد طرق الإصلاح وممراتها، فنسأل الله أن يحفظها ولا تتشتت بعد استيقاظ فكرها الذي اختطف لنصف قرن في العصر الحديث هذا). والحمدلله أن تلك الرؤيا التي تنبأت بها قبل سنة أتت متوافقة جملة وتفصيلًا مع خطاب ولي العهد يوم أول أمس.
لقد كانت كلمة سموه الشجاعة والجريئة في نفس الوقت، والتي لم يستطع قبله أحد من السياسيين في العالم العربي والإسلامي أن يصرح بها كلمة فيها عمق فكري ومواجهة واعتراف بالواقع …وقد نَصٰرت كلمة سموه تلك الأقلية الواعية التي رفضت أن تكون كالقطيع الساذج الذي اتبع أوهام الخرافة المزعومة، والتي نتج عنها مانتج من حروب وتشتت وإساءة للإسلام والمسلمين … (التاريخ وشعوب العالم لن تنسى تلك الحقبة السوداء).
لقد أدرك سموه الواقع المحلي والعالمي، وما يدار في خلف الكواليس العالمية والمحلية منذ توليه لمهامه وواجه بشجاعة مالم يستطع غيره أن يواجهه من منطلق “نكون أو لانكون”.
ولدي ملاحظة بسيطة أحب أن أختم بها مقالي كرؤيا مستقبلية لكلمة سموه، وهي أن الفكر الظلامي التكفيري خسر في العراق وسوريا ولكنه لم ينهزم عالميًا… وأننا سنتغلب عليه داخليًا، وكما تغلب عليه التحالف الدولي في سوريا والعراق سيتغلب عليه في مناطق الصراع المتواجد بها في العالم العربي.
ولكن ملاحظتي أن هذا الفكر انتشر عالميًا في مناطق الآن أصبحت بؤر سرطانية عالمية سٰتُهِلِكّ العالم وستكون منطلقًا للإرهاب العالمي مستقبلًا مثل: (أندونيسيا، الفلبين، نيجيريا، الصومال، اليمن، وسط آسيا، وسط أفريقيا، غرب الصين، أفغانستان) ومايزيد الطين بلة أن أغلبية شعوب تلك المناطق غارقة في الجهل والفقر، وتم الاستحواذ على فكرها من قبل التنظيم، وأعتقد أن أتباعه في العالم يبلغ 50 مليون تقريبًا.
المطلوب:
*على عموم الوطنين دعم سموه قولًا وفعلًا فلا تراجع عن قرار مصيري أعلنه سموه للعالم.
*على المشككين وأصحاب نظرية المؤامرة نبذ تلك الأفكار، ودعم الوحدة الوطنية وطرد أفكار التخلف من توجهاتهم.
*على الفئة الصامتة السلبية، توقفوا عن سلبيتكم ودافعوا بالحق عن وطنكم.
*ضرورة تفعيل الدعوة التي وجهها الملك سلمان بتفعيل المركز العالمي لمحاربة الإرهاب.
*ضرورة تفعيل توصيات المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، والمنعقد بالرياض بوزارة الدفاع بشأن تحقيق العدالة الاجتماعية العام، ومكافحة الفساد على المستوى العربي والإسلامي.
* ستزداد ضربات الإرهاب الدموية في العالم، ولاسيما ضد الدول المحاربة للإرهاب بشكل فعلي.
حمى الله بلاد الحرمين
لواء م/ طلال ملائكة