..
في خطوة جيدة لإعادة الحراك الثقافي النسائي بنادي مكة.. احُتضنت ندوة ثقافية نسائية مساء الثلاثاء 27/1/1439هـ بعنوان ( الحراك الثقافي النسائي ..الدور المأمول) والذي تميز بمشاركة عدد من الأكاديميات المسؤولات عن الصوالين الثقافية النسائية بمكة المكرمة وهن: د. هانم ياركندي عن: (رواق بكة النسائي) ، د. هيفاء فدا عن صالون: ( المنتدي الثقافي ) الذي تديره د. وفاء المزروع ، وعن: (صالون باشراحيل النسائي) والذي تديره السيدة حنان زقزوق .. حيث قُدمت نبذة عن كل صالون وأهدافه ، ورؤيته ورسالته ، ومشواره التاريخي .. وما قدمه من عطاءات ثقافية وأدبيه وعلمية أثرت في الحركة الثقافية والأدبية والتوعوية النسائية بمكة .. وكان لكل صالون نكهته الخاصة وأسلوبه في التواصل الاجتماعي الثقافي مع سيدات المجتمع .. ولعل ما تميز به (رواق بكة النسائي) والذي تشرف عليه صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز العضو الفخري للرواق هو: التوثيق للجلسات في كتاب يصدر كل عام حيث بلغ 13 إصداراً ، وكذلك رعايته للموهوبات في كافة المجالات ؛ الأدبية والفنية والعلمية ، كما إن عدد المستفيدات منه شريحة واسعة ؛ فلم يكن نخبوياً . وإن من أهدافه: تأكيد الشعور بروح الانتماء والولاء الوطني والسمو بالنبض الاجتماعي ..حيث تنفذ فعاليات اليوم الوطني كما تنفذ العديد من اللقاءات التي تركز على أهمية الحوار وبناء الإنسان السعودي المعتز بدينه ومليكه ووطنه ، إضافة إلى أهداف أخرى مثل : المعالجة الواعية للقضايا الثقافية والاجتماعية المستجدة بهدف الارتقاء بوعي المرأة فكرياً وثقافياً واجتماعياً .
ومعظم تلك الملتقيات النسائية قد مضى عليها أكثر من عقد من الزمان وكانت لها بصمات ثقافية وأدبية وعلمية متزنة وواضحة . ومع ذلك لا ننكر بوجود عوائق وتحديات تواجه تلك الصوالين الثقافية وتحد من نشاطها ..
وقد تحدثت عن هذه التحديات د. هنادي بحيري في مشاركتها بورقة بعنوان : ( الحراك الثقافي النسائي ومعايير الجودة ) . ومن التحديات التي ذكرتها: غياب التواصل الثقافي وخاصة من الشابات ، وكذلك عزوف السيدات العاملات عن الحضور ، كما أن الدعم المالي لهذه الملتقيات يعتبر من التحديات التي تواجهها.. وكذلك انحسار طرق التواصل…
كما حددت معايير الجودة لهذه الملتقيات النسائية وأهمها القيادة ، والإدارة ، ودور أعضاء مجالس هذه الصوالين ، وكذلك أهمية التخطيط ، والشفافية وتوفر الموارد المالية ، والدعم سواء من أعضاء شرف أو غيرهم .. والشراكة المجتمعية التي تدعم نجاح هذه الملتقيات . كما قدمت مقترح بتوحيد الجهود لهذه الملتقيات وضمها في صالون أو مركز ثقافي وعمل مجلس تنسيقي لهم لتلاقح الأفكار .
وقد منحت بعد ذلك مديرة الحوار: د. ندى محمد الحارثي وقتاً للمداخلات النسائية والتي أثرت اللقاء بالطرح والاقتراحات .
ومنها على سبيل المثال إنشاء مركز حضاري ثقافي نسائي في مكة المكرمة يجمع هذه الصوالين في بوتقة واحدة لتقدم عصارة فكر، وثقافة ، وفنون ابداعية للمجتمع المكي .
وربما فكرة ضم تلك الصوالين في صالون واحد نسائي لم ترق لبعض الرائدات لتلك الصوالين لأن لكل صالون أهدافه الخاصة التي يحرص على تحقيقها وربما مختلفة عن أهداف الآخرين .
حقيقة كان لقاءً ناجحاً بما طرح فيه من محاور ومناقشات .. فشكراً لسعادة رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي الدكتور حامد الربيعي على دعمه لهذه الملتقيات النسائية وهو الذي ومنذ عام 1434هـ يدعم مثل هذه الأنشطة مثل نشاط المرأة المكية نحو العالم الأول ) في ( يوم المرأة العالمي ) حيث تم تكريم سيدات مكيات فاعلات مثل السيدة مريم الساسي الحافظة للقرآن الكريم صاحبة البصيرة النافذة ، والاستاذات مريم وزهرة فلمبان لدورهما الرائد من خلال مدرسة والدهما الشيخ حسين فلمبان – رحمه الله-الفتاة الأهلية .. كما قدمت ندوة عن حقوق المرأة وأشكال العنف الممارس ضدها.
هذه اللقاءات حتماً لها دور كبير في إثراء الحراك الثقافي الأدبي النسائي وترفد العطاء النسائي بالكثير من الدعم المعنوي والمادي .. فهل يستوعب نادي مكة الثقافي الأدبي هذه الملتقيات الثقافية النسائية ؟؟ خاصة وأن المبنى الجديد – حسب علمي – يحوي قاعات مخصصة للأنشط النسائية .. ولكن لا نعلم إلى أي مرحلة في الإنشاء قد وصل المبنى ؟؟ وهل علينا أن ننتظر كثيرا لتحقيق حلم (الحراك الثقافي النسائي المأمول ) ..
كلنا أمل أن تجد هذه الملتقيات الاهتمام والرعاية والدعم من الجهات المعنية بالثقافة والأدب. . وأولها وزارة الثقافة والاعلام ..
أخيراً لابد من التنويه إن نجاح معظم اللقاءات في نادي مكة الثقافي الأدبي يكون بجهود بعض من أعضاء جمعيته العمومية نساءً ورجالاً ..فقد أثبت النادي إن لديه كوادر مخلصة ومحبة له تعمل على تحقيق أهدافه..