عبدالله غريب

زرع العملاء داخل بيئة العمل !!!

..
العمل أمانة وقدرة وفن وعلى ذلك يترتب الأداء فيكون ناجحا بقدر ما يحمل المسؤول من هذه الصفات وغيرها مما يستوجب المكان والزمان والثقة الملقاة على عاتقه وبالتأكيد لا يمكن يتحقق النجاح دون خلق بيئة عمل جيدة تتيح الفرصة للعاملين لأن يبدعوا بعيدا عن السلطوية وإطلاق القرارات من الأبراج العاجية التي ستتغير يوما ما إذ دوام الحال من المحال والأجمل أن يتكيء المسؤول في إدارته على معرفته وثقافته الذاتية بعيدا عن زرع عملاء داخل بيئة العمل لجلب المفاسد ودرء المصالح بطريقة عكسية بل يجب عليه ألا يحرم نفسه من خبرات من حوله بل يجعلها روافد تصب في مصلحة العمل وصالح قراراته حتى ولو من باب الاستشارة وأن يأخذها من الحكماء العقلاء لا من الجهلاء الأغبياء الذين يبحثون عن وسائل لإرضائه ومزاحمة ركبه على موائد وأبواب العمل ومجالاته على حساب شرف المهنة والأمانة .

للأسف هناك من يتخذ  أربابا سفراء عملاء نصابين مرجفين – داخل العمل من دون الشرفاء الفضلاء المخلصين الناصحين – يهشون بهم على فشلهم الذريع عندما لا يستطيعون الوصول للحقيقة وضبط الأمور فيأخذونها مزيفة من أسراب المنافقين النمامين المفترين الذين يتفننون في زرع الدسائس بين المسؤل ومنسوبيه وشحنه وتسويق بضاعتهم الفاسدة عليه حتى يتقربوا منه وقد شبهتهم في إحدى التغريدات بأنهم أشبه بسلات النفايات وذلك المسؤول بالحاوية التي تستقبل منهم كل شيء دون تمحيص أو تدوير فيجمعوا له نفايات الأداء  والذي ما يلبث أن يقع في شر سوء اختياره لهؤلاء اللصوص الذين لا عمل لهم سوى التلصص بين المكاتب ونقل الأخبار والمعلومات التي يجعلون منها دخولية لقلبه المريض .

وهنا أورد قصة قد كررتها ولكنها تعطيك مثالا على سوء الاختيار لمن يثق فيهم المسؤول لمتابعة مجريات العمل إذ كان الناس قديما يعانون من كثرة الحشرات الضارة ومنها العقارب وبعض أنواع الثعابين السامة والحيّات التي في فصل الصيف بالذات وكان للقطط شأن عظيم فلا تستغربوا الغرب وهم يشترونها يربّونها للزينة فقد سبقناهم حيث كانت تباع في الأسواق الشعبية قديما وبأثمان غالية من نقد البلد حينها عندما كان الريال له قيمة مادية لقلة ذات اليد سواء من الفضة أو ما يسمونه بالفرانسة إذ يقول بعض كبار السن أنهم كانوا يشترونها بما لا يقل عن ريالين وما أدراك ما الريالين حينها وفي ذات الشأن اتفق سكان إحدى القرى بأن يجمعوا من قرشين وأربعة قروش حتى يجمعوا ريالين لشراء قط من أحد الأسواق البعيدة حتى لا يعود لمسقط رأسه إذ من المتعارف عليه أن القط يحنّ لمكان تربيته ولديه القدرة على أن يعود في أي غفلة من مربيه والخلاصة أنهم جمعوا الريالين واتجهوا لأحد الأسواق واشتروا القط الأكبر والموصوف من قبل بائعه بالفتّاك 

أتوا به فرحين مستبشرين بحياة جديدة آمنة من لدغ الحشرات فحملوه في كيس لا يسمح له بالرؤية ولا بالخروج إلا في الوقت والمكان المناسب وبعد وصوله للقرية وكأنه تعهد لهم ألاّ يبقي بعد اليوم حشرة سامّة صغيرة كانت أو كبيرة وأنه سوف يقضي على ما أزعج أهالي القرية عشرات السنين وهم يفقدون أحبتهم بسبب لدغ تلك الحشرات وما أن وصل للقرية استقبلوه فرحين وشاهدوا وصوله كبارا وصغارا ذكورا وإناثا ثم باشر القط عمله للقضاء على ما اشتروه من أجله فاصطاد في اليوم الأول عددا من العقارب الصغيرة ولاعب في اليوم الثاني عددا آخر من العقارب السوداء وتجنب بعد مرور اسبوع كبار الثعابين والحيّات لعدم قدرته على مواجهتها ولأنه يبيت مشغولا بتقليب القدور والناس نيام لالتهام ما تبقى من طعام العشاء كعادته بعد أن يوهم الأسرة بأنه يغط في النوم العميق ليلا إلاّ أنّ علماء سلوك الحيوانات يؤكدون أن القط من الحيوانات ناكرة المعروف بهذه السلوكيات إذ لا يحبّك القط إلا لمصلحة وقد يتبعك ولكنه قد يغدر بك أو بأحد أطفالك فيستخدم مخالبه للخربشة متعمدا الوجوه أحيانا في أي وقت .. 

نعود لنبين أن هذه الحشرات الضارة كثيرا ما تظهر في الليل وذات يوم فقدوا قطّهم الفتّاك وبدأوا في البحث عنهوهم يتخوفون من أنه ذهب ضحيّة صراع مع أحد من تلك الثعابين وظلّوا يبحثون عنه حتى فقدوا الأمل وفي ضحى أحد الأيام وهم يتابعون بكل حرص إمكانية عودته ويتساءلون بينهم وهم يشككون أن أحدا منهم آذاه وبينما هم في حيص بيص وإذا به يطل عليهم من بعيد من أحد الأودية القريبة ورأسه منكوس بين رجليه مطأطئ الرأس وظنوا أنه زعلان على أحد منهم أو أنه خجلان منهم ولكن كل ما اقترب لاح لهم في الأفق شيئ ما يسير خلفه وحتى اقترب من القرية وإذا به يحمل ثعبانا بطول يقارب مترين ممسكا برقبته حيّا قادما به إلى قريتهم ومن كثرة الأصوات لمستقبليه آثر إطلاقه بينهم ليسومهم سوء العذاب شهورا حتى أمسكوا به بعد أن لدغ عددا منهم وقليل منهم كان بين الناجين فقتلوه وهذا القط الخائن لم تهتز فيه شعرة واحدة نظير فعلته النكراء فقال كبير القرية ألم أقل لكم قططنا تكفينا في قريتناعن القطط التي تأتي من خارج القرية ؟؟ هاهو قطّكم الذي شريتموه للقضاء على العقارب والحشرات الصغيرة يأتيكم بثعابين سامة من الوادي حيّة أشغلنا بها شهورا ونشر بيننا الرعب وفقدنا بسببه كبار القوم فهل من مدكر ؟؟؟؟ 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button