عوضه الدوسي

نيوم قلب الرؤية 2-2

الواقع الجديد والمستقبل الواعد

 قفزت المملكة وبشكل مغاير حيث رسمت خططا منهجية لمدى بعيد لتفعيل الاقتصاد الجديد فخلال مرحلة التحول الوجيزة بحثت عن بيئات مناسبة للتنمية الاقتصادية واليوم هاهي في الصدارة لإدراج برنامجها الضخم من خلال مركز نيوم حيث لا يقتصر نشاطه الاقتصادي على المملكة بل سيطال كل العالم وهذا ليس لجذب المستثمرين فحسب بل أن ما سيقام من مشاريع ستسهم بشكل مباشر ومغاير في التنمية العالمية ,فالذي ترمي إليه المملكة هي أن تكون منارة إشعاع في الجوانب التنموية والاقتصادية مستغلة بذلك موقعها الحيوي كمتوسطة بين القارات ووفرة رؤوس الأموال إلى جانب الروح الشبابية المتوثبة كعامل مهم في الاقتصاد الجديد حيث يشكل رأس المال البشري الثروة الحقيقية للتنمية فإذا أُخذ في الحسبان أن نسبة الشباب هي الغالبية لسكان المملكة فان ذلك يعطي دافعاً نحو المضي قدما لهذا المشروع الجبار على اقل تقدير في الثلاثة العقود القادمة وهذا هو ما يشكل البعد الزمني لتنمية مستدامة وهو ما اعنيه بالبعد الزمني في المقال السابق ,ولذا تقاطرت كبرى الشركات العالمية للإسهام مع المملكة في صنع وبرمجة حياة العالم الجديدة من خلال الرؤية  الطموحة لولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله.

أما فيما يتعلق بالبعد الجغرافي وبجدواه الاقتصادية والتنموية فان المركز سيسهم بشكل مباشر من خلال مراحله المختلفة بداءً بوضع البنى التحية وحتى بعد استمرار المركز وعلى مر مرحلة الإنتاجية حيث سيستقطب المشرع أعدادا كبيره من اليد العاملة بمستوياتها المختلفة ,عمالة عادية يليها شريحة متوسطه وأخرى عالية ,ويتضمن ذلك فنيين ومهندسين وأطباء وخبراء تتعدد مهامهم إلى غير ذلك, وهذا سيمكن شريحة كبيرة من سكان الدول المجاورة الالتحاق بالمركز وهذا لاشك سوف يحقق جوانب تنموية واقتصادية في بلدانهم قد لا يراها إلا من ينظر بعين اقتصادية فاحصة فإذا اعتبرنا أن مشروع نيوم ذات طابع عالمي فان دول الجوار سوف يطالها جوانب اقتصادية متعددة جراء التحويلات المالية لمن هم عاملين بالمركز بدا بمراحله الأولى في البنية التحتية ولاحقا بعد فتح الممرات البرية والبحرية والتبادل التجاري, وكذا فتح مناطق استثمار حرة ,وحتما هذا التوجه سوف ينعكس بشكل مباشر على تلك البلدان العربية الشقيقة حيث يتجه إلى خلق نموذج فريد لشرق أوسط جديد, وهذا من شأنه سوف يسهم في انخفاض الأسعار نظراً لكسر حاجز الاحتكار واستغلال حاجات الناس الاستهلاكية المرتبطة بوجود صنف واحد أثناء التوزيع الداخلي في تلك البلدان , فضلا عن الربط الكهربائي وتصدير فائض الطاقة المتولدة عن عوامل الطبيعية المختلفة,لاسيما أن غالب الدول العربية تعاني من كلفة أسعار توليد الطاقة الكهربائية الأمر الذي لا يسمح باستمرار التيار الكهربائي مدار الأربع والعشرين ساعة دون انقطاع وهذا يعني أن الاستثمار في الطاقة البديلة سيحقق منافع جمة ومنها تصدير الفائض بأقل كلفه ,وربما لاحقا وفي مستقبل قريب سوف تنال دول حوض البحر المتوسط نصيب وافر في كل من القارة الإفريقية والقارة الأوروبية من خلال شراكة اقتصادية والتبادل البيني على كافة الصعد , ونظرا لقرب الموقع وسهوله الوصول إلى المنتج بسرعة فائقة كما خطط للمشرع العملاق الذي يستحق وبكل جداره وسم( الشرق الأوسط الكبير) وسيعود بعائدات جيده توطين التقنية والتبادل التجاري.

أخيرا هذا المشروع سيؤسم بعلامة نائرة في جبين العالم و سوف يشكل وميضاً بارقاً في الحضارة الإنسانية التي تتطلع إليها المملكة بهممها العالية و الطموحة وذلك من اجل الإنسان السعودي وكذا الإنسانية جمعا لتحقيق الرفاهية بعصرنة رقمية مواكبة للحياة على مدها الزمني القادم إذا أخذنا بعين الاعتبار تسارع التقنية كونها ستطال كل مجالات الحياة ,وكما هي إشارة فارس المشروع في تسارع التقنية وتبايناتها النوعية لكل منتج ,حينما رفع ما يمثل ذلك التسارع لنتموضع ضمن العالم في القرية الكونية بمثال حي وماثل  في الوجود بين زمني الاتصال الرقمي والتقليدي, ما يعني أن الحياة في الأعوام القليلة القادمة سنعيش فيها تلك الأبعاد من خلال التقنية الحديثة  وفي كل المجالات وعلينا أن نبدأ فمحطة الانطلاق بدأت بقوة الإرادة السياسية الحكيمة, ليكون نيوم هو القلب النابض لرؤية المملكة2030 نحو عالم متطور وحديث مع الحفاظ على كل الثوابت ودون الخروج عن  القيم والمبادئ والمثل والعادات والتقاليد النبيلة كما ذكر ذلك سمو ولى العهد يحفظه الله . إلى لقاء

  عوضه بن علي الدوسي

ماجستير في الأدب والنقد

 

 

Related Articles

One Comment

  1. هذا المشروع الذي وضع لبنة الأولى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله يعتبر رافد من روافد تنويع المشاريع الإقتصادية التي تعود بالنفع للإقتصاد الوطني وللمواطن السعودي في المقام الأول وإعتمادنا على البترول في الماضي يخلق منا شعب كسول لا يعرف الا وجهه واحدة فالغرب لا يعتمد على البترول وكلها تستورد البترول من الخارج فلو لم يكن هناك مقومات إقتصادية وصناعات وتفكير في إيجاد البدائل لربما عاش سكان تلك البلدان تحت مستوى متدني من العيش لكنهم عملوا ما يمكن أن يجعل شعوبهم تعيش حياة راقية أفضل من بعض الدول التي لديها البترول لكنها لم تحسن استخدامه إما إنها دخلت في حروب أو أن الفساد نخر المؤسسات الحكومية وشل قدرتها وفاعليتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button