عبدالرحمن الأحمدي

تشويه الرواية الأدبية

..
من ضمن تعاريف الرواية الأدبية.. “سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية ،أو واقعية،وأحداثا على شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية. وقد ظهرت في أوربا بوصفها جنسا أدبيا مؤثرا في القرن الثامن عشر، والراوية حكاية تعتمد السرد بما فيه من وصف وحوار وصراع بين الشخصيات وماينطوي عليه ذلك من تأزم وجدل وتغذية الأحداث.. ” ويتطلع المهتمون بنقد الروايات الأدبية للتعرف على قيمةالمحتوى الأدبي أولا. ومن ثم الحكم على جودتها من خلال السرد الكتابي لها. وحقيقة الرواية من الفنون التي تأخذ الجهد والوقت من كاتبها.. كما تتميز الرواية بالخيال والإبداع وتغلب عليها الأحداث المتعددة، وتكون البطولة فيها لعنصر أو عنصرين مع وجود بعض العناصر الثانوية. وهي في النهاية فكرة اختمرت في مخيلة الكاتب ويحاول أن يقدمها للمجتمع بصورة جميلة وملفتة؛ لتستحوذ على إعجاب المتابعين.

ويتجه أغلب كتاب الرواية العرب إلى شكل واحد تقريبا من أشكال الراوية المعتمدة على التعرض لشيء من الدين،أو الميل للكتابة مباشرة عن الجنس، أوعبر الإيحاء بكلمات تخدش حياء المتلقي؛ وذلك لضمان الانتشار الجيد. وعلى الرغم من تعدد أنواع الروايات .. مابين الرواية الدينية، أو الرواية التأريخية،أو الوليسية، أوالسياسية،أو العاطفية وغيرها..وهذا مايثير الفضول ويطرح التساؤل للمتابع.. هل هذا الاتجاه إلى نوع واحد من الرواية الأديبة هو المفضل للكتاب من حيث الأسهل والأشهر ؟ أم هو فعلا تحقيقا لرغبة المتلقين ؟ فماذا يعني أن يتجه كاتب الرواية لوصف ما يدور في الغرف الخاصة؟ وماذا يفيد القارئ أصلا من قراءة تلك الأحداث بأسلوب إغرائي مقزز ..؟ هذا إذا افترضنا جدلا في وصف العلاقة المقدسة..فماذا نقول في وصف العلاقات المحرمة..!؟

إن من المؤكد أن الرواية فن من فنون الأدب الراقي، وهي من أجمل الفنون الإنسانية. وإن كان بعض النقاد يعيبها في افتقادها إلى عنصر الفنية من حيث الإسهاب في جملها مما يعطي الكاتب حرية كبيرة في السرد بلا أي قيد، ولكن أن تشوه الرواية بعبارات غير لائقة وإشارات غير محترمة.. فهذا حري بنا للتطرق لقصة سيدنا يوسف عليه السلام في القرآن الكريم وما احتوت عليه من أحداث متنوعة ومنها التعرض لمؤامرة جريمة الفاحشة مع إمرأة العزيز ثم دخوله إلى السجن..وكان عرض محاولات الفاحشة يتم بأسلوب في غاية الاحترام والأدب وبأسلوب التلميح لم نشعر من خلاله بأي فحش في القول، أو بذاءة في الوصف. فمتى تكون هذه القصة نبراسا لكتاب الرواية ؟

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button