..
لا يكاد يمر شهر حتى يتفاجأ السعوديون أولًا والعالم من بعدهم بالقرارات والمشاريع المتتابعة التي يبشر بها سمو ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان – حفظه الله تعالى-.
فمن مشروعي رؤى الحرمين الشريفين مرورًا بمشروعي تطوير مطاري جدة والطائف، ومشروع جدة داون تاون ومشروع البحر الأحمر وصولًا إلى مشروع القدية وأخيرًا وليس آخرًا بلا شك، مشروع نيوم. كل هذه المشاريع المذكورة وما لم أذكره مما أُعلن عنه وسيعلن عنه تُبشر بعهد جديد، أساسه الفكر والإبداع واقتناص بل وخلق الفرص، مبتعدين بذلك عن أسْرِ تذبذب أسعار النفط والفكر الواحد الضيق الذي لا يرى أبعد من طرف أنفه. لكن لتكون “السعودية حيث يجب أن تكون“ كما قال سمو ولي العهد – حفظه الله تعالى – فإننا كأبناء للمملكة – ذكورًا وإناثًا- نتطلع من أميرنا الشاب إلى أمورٍ منها:
١. تمكين الشباب ودعمهم ليتبوأوا المناصب القيادية عبر تخفيض سن التقاعد بغرض إتاحة الفرصة لمن خدم البلاد في العقود الماضية أن يرتاحوا؛ ليحل مكانهم شباب يواكبون رؤية البلاد وأفكارها الخلّاقة مع ما في ذلك من تقليل لمعدلات البطالة وقضاء على التسيب والتراخي، وحل لمعضلات كثيرة كمشكلة موظفي العقود والبنود والمستخدمين غير المثبتين.
٢. توسيع مجال نشاطات “مسك” الخيرية وبرامجها التدريبية التطويرية، وإتاحتها لأكبر شريحة ممكنة لتكون رافدًا للقيادات الشابة المتسلحة بأحدث المفاهيم في مجالات الأعمال، والمجالات الأدبية، والثقافية، والعلوم الاجتماعية، والتكنولوجية، كما تهدف “مِسك” الخيرية.
٣ . الشراكة مع المعاهد المهنية والتقنية العالمية بغرض رفع كفاءة مخرجات الكليات التقنية والمهنية السعودية فكل هذه المشاريع الجبارة لا ينبغي أن تعمل وتُدار إلا بأيدي وسواعد أبناء البلد الذين أثبتوا كفاءتهم في الشركات المحلية الكبرى كأرامكو وسابك ناهيك عن أدوارهم في الشركات والمنظمات العالمية.
٤. إعادة استقطاب أبناء المملكة العاملين في شتى بلدان العالم ممن نقرأ قصصهم، ونتغنى بإنجازاتهم المبهرة في شتى المجالات فهؤلاء هم الثروة الحقيقة التي ستُبنى بها هذه المشاريع وغيرها مع ما لاستقطابهم من استقطاب لخبراتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها؛ مما يعني بالتالي انتقال هذه المعارف والمهارات لمن يحتك بهم ويعمل في محيطهم.
٥. تطوير التخصصات الجامعية الحالية وموادها الدراسية بهدف مواكبة المفاهيم العالمية الحديثة في الإدارة والجودة والابتكار والريادة مع إيجاد شراكات مع الجامعات العالمية العريقة والشركات الخلاقة كجوجل مثلا بغرض التبادل الدراسي لفصل دراسي أو أكثر.
٦. الحزم في توطين بعض المهن والتخصصات التي يتوفر لها أعداد كافية من الشباب السعودي المؤهل حتى لو وُجد بعض القصور الذي يمكن تقويمه بالتدريب والتطوير إذ في ذلك الخير للشباب أولًا وللبلاد ثانيًا.
٧. إيجاد آلية تضمن تمكين الشباب من تملك بيوت تتناسب ومستقبلهم المزهر – بحول الله – بمجرد توظف أحدهم و تزوجه، على أن يُراعى فيها القيمة المناسبة والأحجام المتوافقة مع معدل عدد أفراد الأسرة السعودية؛ بحيث لا يصل الشاب لمنتصف الخمسينيات من عمره إلا وقد انتهى من سداد استحقاقات العقار.
٨. ابتكار تطبيق ذكي أو تصميم موقع إلكتروني مخصص لتواصل شباب المملكة مع سمو ولي العهد – حفظه الله تعالى – و فريق عمله المتميز بحيث يكون حلقة وصل لإيصال صوت الشباب وأفكارهم وطموحاتهم لأميرهم، ولعل ذلك التطبيق أو الموقع يؤسس لمجلس استشاري من شباب البلاد الواعي الطموح الساعي لنهضة البلاد ورفاهها.
إن رؤية البلاد ٢٠٣٠ وكل المشاريع والأنظمة التي نتجت عنها هي قدر البلاد الذي لن يتحقق إلا بأبنائه، لذا فإيمانهم بها ومساهمتهم في تنفيذها هو السبيل الوحيد لتحققها ونجاحها، وهذا هو المؤمل المطلوب بإذن الله تعالى.