..
تظل المشاكل الاجتماعية المختلفة لجميع أفراد المجتمع أمرا في غاية الأهمية تتم معالجته من قبل المختصين المعنيين سواءمن الأطباء النفسيين، أوالمستشارين الاجتماعيين، أوالتربويين .ويستلزم هذا بطبيعة الحال الحلول المناسبة للأشخاص أصحاب المشكلة ذاتها..وأخص هنا في هذا المقام المستشار الاجتماعي. فمن خلال المواقف التي صادفتني ببعض منهم . وعلى الرغم من تناولهم لقضايا أشخاص.. والبحث لهم عن حلول تساهم في معالجة المشاكل سواء كانت عائلية، أو شخصية، أو حتى على مستوى العمل الرسمي . وقد ينجحون في حل المشكلة من جذورها أو على الأقل في تقليص مظاهر المشكلة. إلا أنه بعد التعمق في شخصية المستشار تجد أن لديه هو مشكلة شخصية عجز عن حلها ..!! بل قد تتراكم هذه المشكلة حتى تصل إلى حلول .. ولكن حلول مؤلمة ! .
أتذكر قبل سنوات مضت وفي إحدى حلقات مسلسل رمضاني كوميدي شهير وفي تشبيه لما ذكر حول دور المستشار.. كانت الحلقة تدور في تلك الليلة عن رجل حكيم يساهم مساهمة فاعلة في معالجة المشاكل التي يلجأ أصحابها إليه؛ لعرض مشاكلهم.. ولا يجد أي صعوبة تذكر في حل معضلاتها .. والغريب أن لدى هذا الحكيم مشكلة شخصية أرهقت تفكيره ، ولم يستطع حلها إلا خارج أسوار المدينة من آخرين ..!! وهذا التناقض العجبب في هذا المشهد التمثيلي..هو ما نشاهده فعليا في واقعنا الحاضر فتجد صراحة المستشار الاجتماعي ومع الاحترام والتقدير لعلمه الغزير، وعمله الإنساني النبيل، ومايقدمه للمجتمع من استشارات اجتماعية قيمة لطرف أوأكثر .. من خلال المكاتب الخاصة به، أو من خلال المؤسسات الحكومية والمتمثلة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية..إلا أنه يظل محتارا في أمره ..!!.
في اتصال مباشر مع أحد المستشارات الاجتماعيات – والتي تمتلك خلقًا راقيًا، وتعاملًا إنسانيًا رفيعًا – تطرقنا للحديث حول تزايد نسبة الطلاق وخاصة للشباب المتزوجين حديثا. وبعد التوصل لأسباب متعددة حول هذه المشكلة. والاقتناع بوجاهة الإجابات من قبل المستشارة الفاضلة..تفاجأت في نهاية حديثنا أن المستشارة لم توفق في حياتها الخاصة ولأكثر من مرة..!! وكأن لسان حالها يقول “باب النجار مخلوع ! ” وهذا ما مازاد في حيرتي في هذا الموضوع..! وهذا أيضا ما أود البحث عنه في معرفة الإجابة الحقيقية. وهو لماذا لا يجد المستشار الاجتماعي الحلول المثالية لمشاكله .. كمايجد الحلول الناجعة لمشاكل الآخرين؟ ونحن هنا لانعمم.. ولكن نخص البعض من المستشارين الاجتماعيين. فهل نعرف سر تلك المعضلة ..!؟