..
نتقن وفي أحيانا كثيرة في مجتمعنا وللأسف التضاد ومن أوسع الأبواب، كما نحسن التناقض.ونجيد تماما التنظير المستفيض في حال اجتماعاتنا الرسمية أوغير الرسمية. وحين يبدأ الالتزام بماتحدثنا به في مجالسنا نعود إلى المربع الأول من السكون المطبق؛ بحجة أخذ المزيد من التفكير.. بعد أن أصبح الأمر على وشك التنفيذ. فدائما مانسمع نحن مناداة من الاقتصاديين والاجتماعيين والمختصين عبر وسائل الإعلام ، وفي المحاضرات، والندوات بأهميةالاعتماد على اليد العاملة ونسمع شعارات كثيرة تدندن حول ذلك المفهوم ومنها”صنعة في اليد أمان من الفقر “هذا وقد أصبح لدينا مؤخرا حراك اجتماعي مهم يحث على الاهتمام بالأعمال الحرفية وفي كافة أشكالها العملية.
ومن خلال الوضع المشاهد يبدو أن الأسر المنتجة في أم القرى وقعت في ورطة محيرة تورطت بها المؤسسات المدنية . فلاهي تركتها تدبر شؤونها بنفسها حتى تجد الحل المناسب لوضعها، ولا هي التي دعمتها الدعم المادي الملائم؛ لتكن في غنى عن الصعوبات المرهقة والتي تواجهها في كل مكان ومناسبة . وعلى الرغم من المحاولات الخجولة والمحدودة من بعض الجهات الأهلية، والجمعيات الخيرية، والقليل جدا من رجال الأعمال المكيين، وبعض المحاولات الشخصية المتواضعة من المهتمات بشأنهن. إلا أن وضع هذه الأسر المنتجة وبكل وضوح يحتاج الكثير من الجهد الصادق؛ ليكن للعضوات العمل المستقر والمثمر وبالتالي البعد عن العناء الدائم.
تقول إيمان عبدالكريم العجيمي أحد عضوات الأسر المنتجة بمكة المكرمة : “حقيقة نحن كأسر منتجة نشكو من عدم توفر منافذ مناسبة للبيع، كما أننالم نجد من التجار إلا الجشع، واستغلال الحرفيات في بعض البازارات بارتفاع سعرالطاولات، وعدم توفر هيئة للأسر المنتجة؛ لترجع إليها الحرفيات وتكون مظلة رسمية لهن ، ونطمح بتوفير سوق دائم لكل حرفية سعودية صاحبة حاجة تثبت نفسها، وابتكارها. ونتمني من وسائل الإعلام في إشهار المتجات التي تقدمها الأيدي الحرفية وخاصة(صنع في مكة). ولذلك نطالب الدعم من الجهات المسؤولة، كأمانة العاصمة المقدسة، والغرفة التجارية، والجمعيات الخيرية وغيرها ؛ بتوفير تصاريح وأماكن مناسبة للبيع . هذا صوت مشابه تماما لأصوات أخرى في الأسر المنتجة.. فهل يجد هذا الصوت الصادق وغيره تجاوب من الجهات الحكومية والأهلية. ننتظر ذلك ولعله قريبا.