..
نحن أمام حراك نهضوي وطني روحه الحية القيم الإسلامية و العربية الأصيلة ؛ ذلك الحراك المشهود يحتاج منا نحن أصحاب القلم ، و رجال الفكر ، و الثقافة ، و التربية ، و الإعلام المساهمة في نشر الوعي بأهمية وحدتنا الوطنية و هويتها و ثوابتها.
نحن مجتمع فيه تباين إجتماعي فلا أحد ينكر ذلك و قد يستغل هذا التباين لدى البعض في إشاعة العنصرية بكل أشكالها و صورها و دوافعها ؛ تلك العنصرية المقيته يجب أن نساهم في اذابتها و ازاحتها.
فالمعلم يستطيع استقطاع جزء من الحصة لتوعية الطلاب و التلاميذ و غرس قيم المواطنة الصالحة ، و تعريف الطلاب بأنهم داخل المدرسة إنما هم نموذج للوحدة الوطنية ففي المدرسة الواحدة ستجدون جميع مناطق المملكة العربية السعودية ، و ستجدون تصاهر قائم فهذا اخواله من الشمال ، و ذاك من الجنوب و هذا من نجد و آخر من المنطقة الشرقية و ذاك من الحجاز.
يجب إعادة النظر في بناء المناهج وخصوصا المناهج التي تتحدث عن الوطن و عن المجتمع كالدراسات الإجتماعية ، و علم الإجتماع ، و علم النفس .
و لم يكن التعليم وحده الذي يتحمل المسؤولية بل كذلك يشاركه المنابر الأخرى الإذاعة و التلفزيون و خطبة الجمعة.
ثم يجب أن تضبط بعض العادات القبلية و التي تبرز في مناسبات الزواج و الذي استغلت القنوات التلفزيونية الشعبية و تذكير الأجيال الشابه بما كان بين أبناء القبائل و توظيف الشعر و التباهي بالماضي المزري و هذا دور وزارتي الداخلية و الثقافة و الإعلام.
حضرت ذات يوم مناسبة زواج شاب تزوج من قبيلة أخرى قبل وحدتنا كانت بينهم نزاعات و للأسف أعدت شيلة فيها فخر بماضي هذه القبيلة على الأخرى نسي الشاعر او تناسى أنهم الآن بينهم نسبا.
ثم هناك عادات يجب ان تبتر و يمنع من يتبناها و هي فرض الإرادة يمارسها بعض شيوخ القبائل و يفرضون حصار و مقاطعة تسمى عند بعض قبائل الحجاز بالنقاء و هو منع مجموعة او أفراد من الدخول في القبيلة او مناسباتها او الوقوف معها.
انادي ولاة الأمر من خلال هذا المنبر الإعلامي و بما تمليه علينا أهمية التماسك و نبذ العنصرية بكل أشكالها النظر في بعض الأعراف القبلية و بعض رموزها و التي من خلالها نتجت تحزبات و بث روح العنصرية المسمومة.