البنوك .. والمسؤولية المجتمعية

..
من المعروف في بلادنا أن لدينا بنوك قوية تعمل بالسوق السعودي منذ الأربع عقود الماضية وبسم الله ماشاء الله تحقق أرباح ونتائج ممتازة .. ودائما يراودني سؤالا لماذا لا تهتم تلك البنوك بالأعمال الخاصة بالمسؤولية المجتمعية تجاه الوطن والمواطن؟ فمنذ الأربعين السنة الماضية تعمل تلك البنوك في بلادنا دون دفع ضرائب ودون خسائر؛ حيث وفرت الدولة حماها الله كل متطلبات السلامة، وعملت على خفض تدني مستوى المخاطرة بسياستها الرائعة للمحافظة على الشأن الداخلي والخارجي من المخاطرات التي قد تؤثر على ثقة العملاء؛ مما انعكس إيجابيا على ثقة العملاء للبنوك ومحافظها وصناديقها الاستثمارية وتحقيق أعلى الأرباح .. ناهيك عن أن نسبة كبيرة من المواطنين لا يرغبون أخذ الفائدة على الحسابات الجارية بالبنوك المحلية؛ مما يولد أرباحا مهولة للبنك ومجالس إداراتها الموقرة ..
حقيقة مازلت أستغرب وأتساءل إلى متى تترك البنوك تحقق كل تلك الأرباح دون أن تقدم خدمة على الأقل بالبلد كمسئوولية اجتماعية تسهم في بناء المدارس أو المستشفيات أو بناء المساكن للأرامل والأيتام أو دعم برامج البعثات الدراسية لشباب وشابات الوطن .. بدلا من أن تحمل كل ذلك على عاتق البلد التي أعطتهم كل شيء؛ ليحققوا المزيد من الأرباح منذ عقود ليست بالقليل لينعموا بتحقيق الأرباح دون وازع ضمير لرد ولو قليلا من ذلك الجميل .. أو أن يهتموا بدعم برامج الأسر المنتجة برعاياتهم بتنظيم معارض محلية وبازارات نصف سنوية وموسمية من خلال أرباح حسابات رجال الأعمال المدخرين لملايين الريالات السنوية ..
أمنية أتمنى أن تتحقق، ونحن نسير على خطى درب رؤية ٢٠٣٠ بأن تبدأ تلك الكيانات المالية بالاهتمام على الأقل بالمسؤولية المجتمعية لتسهم في دعم تلك الأنشطة بدلا من اكتناز الأرباح الشهرية المتحققة، وبشكل كبير ليتم توزيعها على مجالس الإدارات دون وازع وإحساس بجمايل هذا الوطن الغالي النفيس على مدار كل تلك السنين .. أمنية ليتها تتحقق في القريب .. قولوا آمين ..
والله من وراء القصد ..

مستشار إدارة التغيير وفلسفة إدارة الأعمال