..
أمرنا – ولله الحمد – وكمسلمين الإيمان بالقدر خيره ، وشره. وحقيقة الفاسد لم يدرك المعاني الإيمانية جيدا. فسخط من وضعه الحياتي الذي يعيش فيه. وتطلع نظره لمستوى أعلى منه كثيرا. وهنا الفاسد يشبه كثيرا الحاسد الذي يعجبه كل مافي أيدي الآخرين من خير . فتشتعل النيران في قلبه بسبب نظراته الشيطانية صوب الغير. ويحضرني موقف عن الفاسد يرويه أحد أبناء القرية الذي استقر به المطاف في إحدى المدن يقول هذا المحترم : “انتقلنا من قريتنا أنا وأخي وصديقنا واستقر بنا الحال في المدينة القريبة من قريتنا..وخلال تسلم مهامنا الوظيفية كان نصيب صديقنا وظيفة مدنية مرموقة جدا؛ كانت سبب تحوله إلى وضع اجتماعي راق .. وحين سألته بعد ابتعادنا عن بعضنا أعوام عديدة عن سر هذا التحول السريع.. قال نصا وفي كلمات محدودة : حلقت مع الصقور ..!! “.
والفاسدحين استولى على المبالغ الضخمة من أموال الدولة لم يكن بطبيعة الحال وحده بل كان عضوا ضمن شبكة إجرامية متعددة من المجرمين أمثاله في أغلب الدوائر الحكومية، والفاسد أيضا حين نفذ كل رغباته ورغبات أشباهه لم يكن للذكاء المفرط فيه..بقدر مصادفة تطبيق أنظمة كان يفترض على مؤتمنها القيام بواجبه أمام الله ثم أمام المجتمع.وعموما الله يمهل ولا يهمل .. وهذا الحساب في الدنيا فقط.وينبغي-أمانة-أن تطول القائمة السوداءجميع مسؤولي المشاريع المتعثرة، وأصحاب الأراضي ذات المساحات الشاسعة، وأصحاب المخططات العشوائية الوهمية، وأصحاب الحظوة الكبيرة من المناقصات الحكومية، ولصوص الحدائق الخلفية، والشوارع الصغيرة، والأعمال المبالغ في تنفيذها…. ومن الآخر يجب أن تفرط سبحة الفساد تماما ؛ حتى لاتقوم للمفسدين قائمة في أي مكان أبدا .
إن في الحملة القوية لمكافحة الفساد مؤخرا ماهي -والحمد لله- إلا تنفيذ عملي مفترض، ومنذ وقت مضى ؛ لمساعدة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد “نزاهة” في تنفيذ مهامها الوظيفية، والتي تعطلت إداريا في أكثر من موقع؛ لكبح جماح الفاسدين، وتقديمهم للمحاكمة القضائية العادلة. ومنها على سبيل المثال (كارثة سيول جدة).فقد استولى الفاسدون على الكثير من مقدرات الوطن، ومكتساباته. وبالتالي حرم ظلما المواطنين من فرص حياتية جميلة كان من المأمول أن تكون سببا – بعد الله – في سعادتهم، وسببا مهما لتقدم الوطن المبارك في كافة المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والصحية. وعلى العموم يظل الفاسد من
خلال تطلعاته غير المشروعة.. وكأنه قد اعترض على ماكتبه الله له من رزق .. فلم يعجبه الرزق الحلال، وحسن في نظره الحرام .. ولذلك لاعزاء للفاسدين.
لعله حلق مع الذئاب التي تنهش ثرواتنا وتسرق اموالنا
روى البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول(لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب)أو كما قال صلى الله عليه وسلم
فمن رحمة الله أن باب التوبة مفتوح ونسأل الله تعالى ألا نبتلى بمثل ما ابتلوا به وألا نكون من الشامتين وأن يحفظ علينا ديننا وولاة أمرنا
أعتذر عن الإطالة.. وجزاك الله خير أبا محمد
هذا مرض ….
ولهذا نقول الحمدلله…
الله لايبلانا بمثل ما ابتلاهم الله به من حب المال الحرام …