مَوَدَةْ الفُؤَادْ
سُنة الله لَا بقَاء فِي الحيَاة ، والنَفس تَحزن لفرَاق الأحِبة ، واليَوم الجُمعة السَادس مِن شَهر ربِيع الأول لعَام 439هـ ودَع الحيَاة بَعد معَاناة مَع المرضْ بَمدينة الملِك عَبد الله الطِبية بمَكة المكرَمة ، ودُفن بِمقبرة المعْلاة بَعد أنْ مَنحه الله مِن العُمر تِسع عِقود ونَيف قضَاها رحِمه الله فِي خِدمة الدِين والملِيك والوَطن .
إبْراهِيم عَبد الرحمن حسٍين خفَاجي مَكان الولَادة : مَكة المكرَمة عَام 1345هـ ( سُوق اللِيل ) تَلقى تَعليمة بمَدارس الفَلاح ثَم ألتَحق بِمدرسة اللاسِلكي بجَبل هنِدي ليَتخرج منْها عَام 1364هـ وبَعد تَخرجه تشَرف بالعَمل فِي القطَاع الحكُومي ، متنَقل بينّ التِلفاز والإذاعة والصَحة والزرَاعة ، وخِلال فَترة عَملة تحَصل عَلى دبْلوم إدارة الأعمَال والإدَارة المالِية مَن معهَد الإدَارة بالقَاهرة ، وَظل مُوظفاً بالحكُومة حَتى عَام 1389هـ ليَطلب بَعدها التقَاعد ليَتفرغ لموْهِبته الشِعرية التِي تَجري فِي دَمه مُنذ أوَائل عُمرة ، والتِي تمتَاز بسهُولة الكلِمات العَذبة ، وعُرف
وأشْتهر بكتَابة الكلِمة الحجَازية المغنَاة .
كتَب مِن النصُوص الشِعرية الغنَائية الكثِير الكثِير ، وتغَنى بِها العدِيد مِن المطربِين كَــ ( محَمد عَبده – طَلال مَداح – عَبد المجيد عَبد الله – صبَاح – ودِيع الصَافي – هيَام يُونس …. وغيرهم ) وأول نَص غنِائي لَه [ يَا نَاعسْ الجِفن ] لحَنه وتَغنى بِه الموسِيقار / طَارق عَبد الحكيم – رحِمة الله – عَام 1463هـ ، وكتَب رَحمه الله للوَطن الوفِير مِن القصَائد ، ومِن أشْهر مَا كتَبة للوَطن أوبريتْ ” عَرائس المملَكة ” عَام 1416هـ وأشتَهر فِي الدَاخل والخَارج بكتَابة النشِيد الوطنِي للملَكة العَربية السعُودية حَيث كلَفه بِذلك المغفُور لَه جَلالة الملكْ / خَالد بِن عَبد العزيز آل سُعود – رحِمة الله – وأستَغرق العَمل مِن خَفاجي مَا يُقارب سِتة أشْهر وأتَمه فِي عَهد الملِك / فَهد بِن عَبد العزيز – رحِمة الله – وكَان بَثه رسمِياً يومْ الجُمعة الأوّل مِن شَهر شَوال لعَام 1404هـ .
وقَد مَنحه خَادم الحَرمين الشَريفين الملِك / فَهد بِن عَبد العزيز – رحِمة الله – عَام 1405هـ مِيدالية الإستحقَاق مِن الدَرجة الأولَى تقْديراً لمجهُوداته فِي وَضع كلمَات النشِيد الوطنِي للملَكة .
الحَديث عَن ( شَاعر الوَطن ) لَا يَفيه مقَال مَحدود الكلِمات ، ولكِن لنفِيه حَقه نَدعوا لَه بَعد الوفَاة بالرَحمة والغُفران فَهو أحْوج مَا يَكون لهَا بَعد أنْ غَادر حيَاة الفنَاء تَاركاً لنَا إرثَاً مِن الشِعر يَحكي لنَا وللأجيَال القَادمة مَالم نُشاهده بأعينِنا .
دُعاء :
اللهُم أغفِر لَه وأرحَمه ، وأعفُ عَنة ، وأكْرم نُزلة ، ووسِع مُدخله ،
وبَدله دَاراً خَيرتً مِن دَاره ، وأهْلاً خَيراً مِن أهْلة ، وأغسِله
بالماءْ والثَلج والبَرد ، ونَقه مِن الذنُوب والخطَايا كمَا يُنق الثَوب
الأبْيض مِن الدَنس .
اللهم ألهِم أهْلة وذَويه الصَبر والسِلوان .
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
نبيه بن مراد العطرجي