..
تزامناً مع إلقاء القبض على مجموعة من الفاسدين الذين عاثوا في بلادنا إفساداً وتلاعباً بمقدرات ومكتسبات الوطن .. فإن مدينة جدة تستنجد بأصحاب القرار ، وتقول لهم هاأنذا تحت وطأة الفساد المزمن والمتواصل ، فكلما جاءت الأنباء باحتمال هطول الأمطار على مدينة جدة وضع الأهالي أيديهم على قلوبهم ، ودعوا الله أن يكون المطر حوالينا ولا علينا .. الناس في جميع أصقاع الأرض يفرحون بقدوم المطر ويستمتعون بهطوله وأجوائه الجميلة التي تزين الأرض وتنعشها وتضفي عليها لمسة ساحرة من الجمال ، إلا أهالي جدة فليس هناك أي جداوي يتمنى هطول المطر ، بسبب المعاناة المتكررة التي أصبحت ملازمة لمدينة جدة مع كل مواسم المطر ..
لا جديد .. هذه جدة منذ عرفناها ، ما أن تشعر بزخات المطر إلا وتتحول شوارعها إلى مستنقعات ، في يومنا الماطر الذي أبلغتنا به الأرصاد ، يوم الثلاثاء الثالث من ربيع الأول لعام ١٤٣٩ هجرية ، أصبحت جدة بحيرة ممتلئة بالأمطار ، وصار الأهالي يطلقون العبارات المضحكة وشر البلية ما يضحك ، فيقولون (( مرة نروح للبحر ومرة يجينا البحر )) في إشارة إلى هذا الواقع المؤلم الذي يجعل شوارع المدينة أشبه بالبحر !! مع أن ساعات هطول المطر لم تكن بتلك المدة الطويلة ، ولم يكن المطر نفسه بتلك الكثافة والغزارة التي تتناسب مع مانراه من غرق الشوارع والأنفاق !! هل هذا قدر جدة ولا أمل في حل المشكلة ؟! لماذا تتكرر نفس المناظر الناتجة عن هطول الأمطار كل عام ؟! وتتكرر أيضاً نفس الإجراءات .. فلا نشاهد مع كل كارثة مطر ، إلا مكائن الشفط والوايتات .. فالمعنيين عن الإنقاذ يستخدمون تلك المعدات كما يستخدم البنادول في حالة الصداع لتسكين الألم فقط !! ومايزال المرض موجود !!
وعوداً على بدء .. جدة تستنجد وتستبشر خيراً بهذا العهد الزاهر ، الذي سينقذها من هذه الحالة المرضية الدائمة ، هذا العهد الميمون الذي أعلن الحرب لمكافحة الفساد والفاسدين ، هذا العهد المبارك الذي سيحمي مشاريع الدولة الضخمة من سطوة الهوامير المختلسين الذين يخونون أماناتهم ويضخمون حساباتهم البنكية على حساب مشاريع الوطن التي تعتمد لها الدولة مليارات الريالات .. كلنا أمل في قيادتنا لرشيدة ، بدءاً بسمو أمير منطقة مكة المكرمة أعانه الله ، ومروراً بسمو ولي العهد الأمين أيده الله وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، بأن يلتفتوا إلى مدينة جدة لحل مشكلتها الدائمة مع ما يصاحب هطول الأمطار من غرق متواصل نتيجة لسوء تنفيذ المشاريع التي تكلف الدولة مبالغ باهضة لا تتناسب مع مانراه على الأرض .
صح لسانك يا دكتور ودام لنا قلمك، عجزنا ان نفهم قضيه جده مع الأمطار والضحايا اللي مايعلم بعددهم الا الله وكل سنه ما نخرج من الكارثه الا بحصر للأضرار وعدد الوفيات
لعل وعسى يا أبا حازم .. فسياسة الحزم والعزم لا تهادن ولا تجامل ، فالكل سواسية أمام القانون ، والحق يعلو ولا يعلى عليه .