..
اذا كنت عزيزي القارئ من فئة ( المتشائمين ) فعليك ان تبحث عن قراءة مقال اخر ، لأن هذه السطور للحالمين المتفائلين بحاضر جميل ، والطامحين الى غد اجمل .
نحن نعرف ان العالم يضج بالأشياء الغير جميلة مما يجعل اعداد المتشائمين في ازدياد كل يوم ! ، ولكن هذا لا يُغفل ان هنالك ثُلة تغسل قلوبها بماء التفاؤل كل يوم ، وتراقص الحياة في كل مساء .
يعجبني المتفائلين الذين يعرفون واقعهم ، ويعون صعوبات الحياة ، ولكنهم يملكون قلوبا مليئة بتمام الثقة بالله ، فينطلقون بكل حماسة نحو اهدافهم ليحولوا بذلك المستحيل الى واقع .
فلا وقت لديهم للحديث عن المعوقات ، إذ تجدهم – في شدة الواقع المُلبد بالإضاءة الخافتة ، والممتلئ بالمخاطر المحدقة – يتجاوزون الحديث عن فن الممكن نحو الكثير من الافاق المشرقة ، فأملهم بالله لا حد له .. ومن تعلق بربه نال كلما يريد ، وأكثر .
هؤلاء وامثالهم من صانعي الأمل يمكنهم أن يحولوا الألم الى أمل ، والياس الى يقين ، فهم في شدة الصعوبات ينظرون الى النور المنبعث في الافق البعيد الواسع المبشر ببشارات الله الوافرة .
فمن يكرمه الله بنعمة التفاؤل يزرع في قلبه روح اليقين فيغدوا محتفلا بكل لحظات الحياة وينطلق في رحلة دعاء يمتن فيها لرب اتخمه بالنعم حتى اضحى يعيش في زحمة من الخير ، ويغرق في انهار متدفقة بالنعم .
وعلينا ان نعي ان التفاؤل هو الذي يجعلنا نشكر الله ليزيدنا بالنعم ، وهو الذي يوقد فينا جذوة الانطلاقة نحو الحياة ليجدد فينا روح الامل فنغدو راكضين بكل شغف داخلي ، وممتلئين بمدد رباني يحفزنا بالامل لنواصل السير الشغوف في مناكب الحياة .
ولو عرفنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التفاؤل ، ويدعو له ، ويشجع اليه ، لتأكد لنا أن التفاؤل هو الذي يجعلنا نتذوق طعم الحياة ، فبه نتجاوز صعوبات الحياة ، وبوجوده سنسكن في ارض التساهيل ، ونمشي في طرقات البشائر بخطى واثقة ، وبه نستشعر نعم الله تسري في عروقنا ، وتتزاحم من حولنا مستجلبين بذلك جميع البركات من الله ، لنحقق بذلك كل معاني وجودنا السامية في باحات الحياة .
فالتفاؤل قوة تجعلنا دائما نكافئ انفسنا بنجاحاتنا ، وحتى لو عاندتنا الدنيا في بعض الاوقات سنكسر مراوغتها بعزيمتنا المتفائلة ، فحبل الثقة ممدود بيننا وبين ربنا الذي يمدنا في كل لحظة بوفرة من النعم لتظل جذوة طاقتنا مشتعلة في شتى مناحي الحياة .
حكمة المقال
يقول صديقي ” أحمد سليمان ” ( اليوم اول باقي العمر ) .. وتقول الحكمة ( انطلق ودع يد الله تعمل في الخفاء ) يمكن ان تجعل هذه العبارات شعارك في الحياة .
0