عوضه الدوسي

قطار الحرمين

..
استعدادًا لبدء التشغيل تنطلق قبل أيام أول رحلة لقطار الحرمين والمتجهة إلى مكة المكرمة، فقد استبشر المواطن والمقيم خيرًا لهذا المشروع، وسر الجميع بهذا الإنجاز الذي من شأنه تحقيق راحة الحجاج وزائري بيت الله الحرام، في المقابل تناقلت برامج التواصل الاجتماعي هذا الخبر والذي بث من أول انطلاقة لرحلته الأولى من محطة جدة، وقد ظهر مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل يحفظه الله، وهو يرفع تذكرة السفر، وهذه الرحلة التي امتطاها سموه الكريم أعطت إيذانا باستمرار الرحلات من وإلى مهبط الوحي، وسيستفيد وفق الخطط المعمول بها أكثر من ثلاثة ملايين حاج سنويا إلى جانب ما يزيد عن هذا العدد من المعتمرين، وهذا لاشك سيشكل نقلة نوعية في خدمة النقل في المنطقة الغربية عموما، لاسيما وأن هذا المشروع وفق المواصفات العالمية الأمر الذي سوف يوفر أعلى درجات السلامة مع متعة السفر المزودة بالتقنيات الحديثة وكذا الخدمات الراقية التي سوف تزيد من متعة السفر، ما يعني أن المسافر جمع بين الحسنيين وثارة الرحلة وطيب الوجهة حيث مهبط الوحي وإشعاع النور.
إن هذا المشروع عُد حيويًا بامتياز وهو لاشك ضمن خطط المملكة الرامية إلى استراتيجيات بعدة المدى والمندرجة في إطار الرؤية 2030، ففي الآونة الأخيرة أوصت الدراسات بضرورة إيجاد النقل البديل خصوصا بعد زحف العمران إلى شمال مكة وجنوب جدة بعد زيادة مطردة لكثافة السكان هناك، مما نتج عنه تقلص المساحة الجغرافية بين المدينتين، وهذا التقارب والاقتضاض في الحركة سيزيد من تعثر الوصول إلى الوجهة بشكل أسرع، ما يعني أن الضغط سيزيد على الطريق السريع وخصوصا في المواسم فضلا عن تردد للمواطنين والمقيمين بشكل يومي على الطريق السريع جدة مكة، إلى جانب ذلك وخلال الأعوام الماضية ساهم وبشكل مباشر خروج الناس من منطقة مكة المركز إلى الأطراف فالتوسعات العملاقة للحرم المكي الشريف ونزع الملكيات للأحياء المجاورة للحرم من كل اتجاه استدعت ضرورة إيجاد أحياء بديلة في الأطراف؛ وذلك سعيا من جهات التطوير لتيسير سهولة الحركة في الدخول والخروج دون تعثر سواء كان ذلك للحاج أو المعتمر أو للخدمات المساندة؛ وانطلاقا من الرغبة الأكيدة في خدمة ضيوف الرحمن سارعت الجهات ذات العلاقة إلى البدء في المشروع والذي سيشكل واجهة حضارية مشرفة للمملكة التي أخذت على عاتقها خدمة ضيوف الرحمن وقاصدي بيت الله الحرام، وسيلعب هذا المشروع دورا بارزا وحيويا في خدمة المواطن إلى جانب أنه سوف يشكل الرافد الاقتصادي في اتجاهات مختلفة جراء عائدات النقل والخدمات المساندة إلى جانب فتح منافذ شغل جديدة، وحتى تحقق الفائدة المرجوة مع استمرار ناجح للمشروع وطوال العام فإن هناك مطالبات تؤكد على عدم ارتفاع الأسعار بل وتطالب تحديدها سواء في تذاكر السفر أو الخدمات الأخرى باعتباره هذا المشروع مشروعا وطنيا يحقق الفائدة في كل الاتجاهات مع نفع محسوسة وملموسة للوطن وإنسانه وعلى مختلف الصعُد. إلى لقاء.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button