نبيه العطرجي

صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلَمْ

 

مَوَدَةْ الفُؤَادْ
الحبِيب المصْطفى خَير خَلق الله ، خَاتم الأنبيَاء والمرسَلين عَليه
أفضَل الصَلاة والسّلام ، بَعثه الله بالهدَى ودَين الحَق ليُخرج النَاس
مِن الظلمَات إلَى النُور ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ
رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ
لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
فسِيرته العَطرة صَلوات ربِي وسَلامه عَليه حَق علينَا أنْ نتعَلمها ،
ونُعلمها لأبنَائنا ، فَهي حَافلة بموَاقف الإيمَان والثبَات فِي مُواجهة
المحنْ والإيذاءْ والمساومَات ، ونُورث تَعليمها لأجيَال تَأتي بَعدنا
لتسْكن مَحبته فِي قلوبَهم كمَا سَكنت قُلوبنا ، ونسِير عَلى نَهج
رسَالته مطِيعين لَه فِيما يُبلغنا مِن أمُور دِيننا الحنِيف كمَا بُلغه
رَب العِزة والجلَال ، فَهو قِدوتنا عَليه الصَلاة والسّلام ، والتَعمق
فِي قرَاءة سِيرته العَطرة ودرَاستها درَاسة مُستفيضة تُساعدنا عَلى
الإقتِداء بِه فِي الأخْلاق والسلُوك وجَميع أمُور الحيَاة .
وفِي هَذه الأيَام مِن شَهر ربِيع الأوّل تَكثر الأقَاويل عَن الموْلد
النَبوي الشَريف ، ولكُل قَائل وجهَة نَظر يتَحدث عَنها ، ويَرى أنهَا
صَحيحة .
برَوية العَاقل التِي يَنعم بِها عَقلنا دُون بَاقي العقُول ، والتَكريم
الذِي فُضلنا بِه ربنّا عَن بَاقي المخلوقَات ، لَو سألنَا أنفُسنا مَاذا
نَفعل فِي المولِد ؟ إنّ مَا يُفعل فِي المولدْ مَا هُو إلّا تَجمع يَتم
مِن خِلاله قِراءة السِيرة النَبوية ، ومَعرفة مَا فِيها مِن دُروس قَيمة
تُرشدنَا وتُوضح لنَا سُبل الحيَاة الصحِيحة التِي نَحن فِي أحْوج مَا
نَكون لهَا فِي حَاضرنا ، بالإضَافة إلَى قِراءة القُرآن الكرِيم
والإكثَار مِن الصَلاة والسَلام عَلية صَلى الله عَليه وسَلم .
هَذا هُو المـُولد الذِي شَغل العِقول ذَات الصدُور الفَارغة  ، وهَذا
مَا يَتم فِيه ، ومَن يَرى أنّ التجمعَات التِي يُذكر فِيها إسْم الله
والصَلاة والسَلام عَلى رسُوله الكريمْ تَجمعات خَاطئة لمْ يَفعلها
الصحَابة والتَابعين فعَليهم بالتَمعن فِيما نَدب عَليه الصَلاة والسلَام
، فَعن أَبِي هُريرة وَأبي سَعيد الخُدري رَضي الله عنهمّا أنهُما شَهِدا
عَلى النَّبي صَلى اللَّه عَليه وسَلم أنَّه قَال : (لَا يَقعد قَوم
يَذكُرون اللَّه عَز وَجل إلَّا حَفتهم الملَائكة وَغشيتْهم الرَّحمة
وَنَزلت عَليهم السَّكينة وَذَكرهم اللَّه فِيمن عِنده)
فمـَا أعْظم هَذا التَجمع المبَارك الذِي يُكرمنا فِيه الموْلى بخَيراته
الوفِيرة ، فَهو مِن أحَد نِعم الله عَلينا التِي لَا تُعد ولَا تُحصى .
قَال صَلى الله عَليه وسَلم : (مَن صَلى عَلي صَلاة واحِدة صَلى الله
عَليه بهَا عشراً) وقَال عَليه الصَلاة والسّلام : (مَن صَلى عَلي صَلاة
واحِدة صَلى الله عَليه عَشر صَلوات ، وحُطت عَنه عَشر خَطيئات ، ورفِعت
لَه عَشر درجَات) وقَال صَلوات ربِي وسَلامه عَليه : (أوْلى النّاس بِي
يَوم القِيامة أكثرهُم عَلي صَلاة) وقَال عَليه الصَلاة والسّلام : ( …
وصَلوا عَلي فَإن صَلاتكم تبْلغني حيثُ كُنتم ) والأحَاديث الوَاردة فِي
فَضل الصَلاة والسّلام عَليه جَمة ، والموْلى عَز وجَل أمَرنا بِذلك فِي
مُنزل التحْكيم مُبتدئاً بِنفسه جَل جَلاله ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
فَهل بَعد هَذا قُول !!!
صَلى الله عَلية وسَلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى