الفيصل وإحساسه بواجهة البحر

واجهة جدة البحرية على الكورنيش التي تم افتتاحها مؤخرًا تحت رعاية سمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، مفخرة تستحق الاهتمام ومنجز ترفيهي حضاري ضمن سلسلة المنجزات الوطنية التي نفذت وستنفذ في مدينة جدة..وبالرغم من تنبيه سمو الأمير في يوم الافتتاح من خلال خطاب سموه لأهالي جدة، وسؤاله ماذا أنتم فاعلون أمام هذا المنجز ؟ هل ستحافظون عليه ؟ أم خلال سنة سيأتي من يقول من المسؤول ؟
وكأن سمو الأمير يتوقع بحدسه وإحساسه أن أيادي العبث الجاهلة ستمتد إلى ذلك المنجز لتعبث فيه منذ الوهلة الأولى لاستخدام تلك المرافق الترفيهية الجميلة، وبالفعل لم يكد ينصرم أسبوع الافتتاح حتى شاهدنا بعض مظاهر العبث التي يندى لها الجبين، من بعض مرتادي المكان، فوسائل التواصل الاجتماعي واكبت الحدث وصورت ونشرت مع شديد الأسف، مناظر عابثة وخلل سلوكي في بعض الأنفس المريضة من مرتادي الكورنيش، من أولئك البشر المنفلتين من أي إحساس أو شعور بالمسؤولية الاجتماعية، ولو لم يتم تدارك الوضع فسنرى هذا المشروع العملاق مدمرا بالكامل بعد سنة أو سنتين على الأكثر، وهذا فيه هدر للمال والجهد، وتشويه لسلوكيات أهالي جدة الشرفاء الذين يدينون هذا العمل الفوضوي من قبل الجهلة وضعاف النفوس، الذين يسيئون إلى المجتمع وإلى مشاريع الدولة بارتكابهم تلك الأعمال الفوضوية وغير المسؤولة..

ولهذا فإنني أهيب بالجهات المسؤولة سرعة التدخل من خلال المراقبة سواء عن طريق نصب الكاميرات أو تواجد فرق مراقبة سرية على مدار الساعة ، لحماية هذا المنجز التاريخي من عبث العابثين، وكذلك توعية الناس من خلال لوحات إرشادية بالمكان توضح أهمية المحافظة عليه، وتبين العقوبات التي ستطبق بحق العابثين، فمجتمعنا مع الأسف مازال أغلبهم يمارسون اللامبالاة في التعامل مع الأملاك العامة للدولة، فلا يحرصون على نظافة المكان ولا على سلامة المرافق واستخدامها الاستخدام الأمثل، وبالتالي لن يجدي مع تلك الفئة الفوضوية إلا إيقاع العقوبات الصارمة التي ستعدل من سلوكياتهم وستردع الآخرين عن الإقدام على نفس الأخطاء العبثية.. حفظ الله بلادنا وأعان الله المخلصين من أبنائها على بذل المزيد من الجهد والإنجاز، وصولا إلى مانهدف إليه جميعًا من الرقي والتقدم.