مــودة الـفــؤاد
خُلق الإنسَان مِن عَدم ليَحيى فِي حيَاة الزوَال ، ويُعمر أرضهَا الفَانية بزُخرفها وزينتهَا ، ويقِيم عَليها عبَادة الله كمَا أمَر وأوجَب ، وبَين هَذا وذَاك أمَرنا الله أنْ نَتمتع بمتَاع الحيَاة القصِيرة ، ومَا أحَلة لنَا فِيها ، وإجتنَاب مَا نَهى عَنة رُغم قُصرها مهمَا طَال البقَاء بهَا {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
الحيَاة تُشبه القطَار الذِي يَحمل الكثِير مِن البَشر ، وليْس فِيهم إثنَين متشَابهين ، وهِي تَحمِل فِي طيَات أيَامها وليَاليها مُختلف المشَاعر بَين الخَلق .
محَمد بِن سَلمان بِن عَبد العزيز : إسْم لَاح سنَا نُوره فِي الآفَاق سَخرة الموْلى لهَذه البِلاد ليُجدد منْهجها الدِنيوي ، ويُزيل عنهَا الفسَاد .
منَحه الله النّظرة الصحَيحة للحيَاة رُغم صُغر سِنة الذِي لمْ يتجَاوز الثَلاثة عِقود ، وأكرَمه ببصِيرة القَلب النَابض بحُب الله ، ومتَعه الموْلى بالعَقل الحكِيم المفَكر .
أستَثمر كُل مَا مَنحه الله مِن البصِيرة والنَظرة الثَاقبة …. وغَيرها مِن فضَائل الأمُور لمصْلحة البِلاد ، وفِي هَذا الإستخدَام الصَائب الصَريح الوَاضح المعَالم دَليل يُخبر بِه سُموة الكَريم أفْراد شَعب الوَطن أنّ المجدْ الذِي لمْ ننعَم بِه نتِيجة الفسَاد الذِي حَل بالبِلاد لموتْ الضَمير فِي قلوبْ لمْ تَرعى حُرمة القسَم الذِي قسَمت بِه {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}
فمَا ذَهب بِلا وجَه حَق ، ولمْ يَصرف فيمَا خُصص لَه لسعَادة ورَاحة الموَاطن سَيعيده حفِيد المؤسِس بعَزمه لمـَا كَان لَه ، وقَد بَدت تبَاشِير ذَلك فِيما مَضى مِن أيَام .
إذَا نَظرنا إلَى الوَقت الوجِيز مُنذ تَولِي سُموة ولَاية العَهد لرأيْنا أنّه أنْجز بالعَزم مَالم يُنجز فِي عقودْ مَضت .
مَحمد العَزم فِي عَهد سَلمان الحَزم رسَم مَسلك النجَاح الذِي تُشرق دَلائِل النجَاح عَلى جَانبية ، وظهَرت النجَاحات المتَوالية التِي تُهدف إلَى رُقي البِلاد لتَكون رائِدة الأممْ ، وقَد أستَبشر بِه خَيراً الملِك الرَاحل ( عَبد الله بِن عَبد العزيز ) تَغمده الله بوًاسع رَحمته عِندما أدَى سُموة الكَريم – حَفظة الله – القسَم أمَامه ، ورَاعى حُرمة القَسم ، وبَّر بالقَسم .
ومَن مِنا لمْ يَسمع مَقولة سُموه الكريمْ – الحيَاة قصِيرة – موضحاً أنّه يَرغب فِي أنْ يُحقق كُل مَا يَدور فِي ذِهنه ، فإنه يَخشى أنْ يَموت ( أطَال الله فِي عُمره ) دُن أنْ يُحقق مَا يَدور فِي ذِهنه مِن خَير لهَذه البلادْ ، موضحَاً أنّ ذَلك مَا يَجعله فِي عجَلة مِن أمْرة .
أمَد الله فِي عُمر سُموة وأكْرمه بالصِحة والعَافية ، وجَعل حيَاته مَديدة ، وسَخر لَه البِطانة الصَالحة التِي تُعينة عَلى تَحقيق مَا يَرغب عَلى أرضْ الوَاقع ، وعَلى إحقَاق الحَق ، وإسعَاد الموَاطن بِرؤيته الصَائبة التِي كانَت البِلاد فِي إحتيَاج لهَا مُنذ سَنوات عَديدة أفِلت .