المقالات

الزمن السابع عشر من شهر ربيع الأول

المكان : الباحة
المناسبة : مهرجان القصة القصيرة
النبض الراعف في القلوب يردد مرحبا هيل عد السيل
وها هي الباحة الفيحاء تتحول إلى كرنفال سردي باذخ بمجيء أساطين القصة القصيرة من كافة أرجاء وطننا الغالي احتفاء بالقصة القصيرة كجنس أدبي فاره.
ها هي القصة تمضي بخيلاء كطاووس يزدهي بريشه الملون في حديقة البهاء والجمال والإبداع قبيل وقت ليس بالبعيد كانت القصة تتوارى بخجل؛ إذ تجد الرواية والشعر الاهتمام الأكبر من ممثلي المؤسسات الثقافية وكذلك من النقاد فبقيت القصة رشيقة كغزال بري أنيقة كحمامة بيضاء نابضة كنهر جار عبقة كوردة جذلى ولم تقنط أو يصبها اليأس إذ تدرك بأن عجلة الثقافة ستنعطف إليها عاجلا أم آجلا، وبالفعل بادر النادي الأدبي بالباحة بتنظيم مهرجان متميز يليق بالقصة كفن أدبي راق؛ حيث يشارك نخب من القاصّين والنقاد والإعلاميين ليصبح عرسا ثقافيا تتناقل أخباره كل وسائط الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وحتى وسائل التواصل السريعة. ولن يغيب أبدا عن ذاكرة الضيوف الروائي والقاص الراحل عبدالعزيز مشري الذي كتب بنبضه أجمل القصص ورسم بريشة الإبداع أروع الروايات، ودوّن جماليات القرية السروية لتصل إلى الآفاق وتمكن أن تدخل محضرة القرية الصغيرة إلى مواقع التواصل الشهيرة تلك القرية التي عاش فيها وبها القاص المشري، وحملها في ذاكرته إلى المواقع التي انتقل إليها الدمام والقاهرة. وكانت الوسمية وريح الكادي والحصون.
وحين تحتفي الباحة بالقصة فإن لذلك علاقة تاريخية واجتماعية متغلغلة في الوجدان؛ فسكان الباحة سرديون بفطرتهم فالعِلّامة نوع من السرد البهي والحكايات تشتعل في الليالي كنوع من التسلية والتثقيف فهي مضان حقيقي للسرد الأدبي. ومازال نقش تلك الحكايات محفورة في الذاكرة القروية .. السعلية، الجثّام، هول الليل، رأس الغول، الزير سالم، عنترة بن شداد العبسي، سيرة بني هلال والذاكرة القروية محمّلة بالكثير من الحكايات الماتعة والهادفة. وبعد أيام قلائل نشرع إلى لقاء سردي متميز ستكون أوراق العمل وأطروحاته في مستوى الحدث إذ ستشارك النخب تحت قبة واحدة يطرحون ويناقشون ويرتلون أجمل القصص. ولكون أدبي الباحة نجح في إقامة هذا المهرجان فإن من الحكمة التعاضد معه فالملتقى يحقق أهدافا عدة إلى جانب الإثراء الثقافي، فمن خلال هذا المهرجان يمكن تسليط الضوء على واحدة من المواقع السياحية المتميزة. فمن ضمن البرنامج تنظيم زيارات للمواقع السياحبة والتراثية والحضارية في المنطقة، ولسان حال أهالي الباحة يردد مرحبا هيل عد السيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى