نتحدث عن أضرار السينما وكأننا دولة نامية تعيش تحت خط الفقر ولا تعرف أبجديات الحياة، رغم ماحبانا الله من نعم وما أغدق علينا ثروات.
أبناؤنا في الخارج من عشرات السنين نالوا أعلى المراتب العلمية، وتبوأوا المناصب العليا داخل المملكة وخارجها، والكثير من الأسر السعودية يسافرون سنويا شرق العالم وغربه من أجل الترفيه والاستجمام، ثم نتحدث عن السينما وغيرها من وسائل الثقافة والترفيه وكأنها شبح يداهمنا أو كابوس يحيط بنا، ونسينا أو تناسينا كل الإيجابيات التي كنا نبحث عنها في السينما العالمية خارج الوطن.
في السبعينيات الميلادية كانت قاعات السينما متواجدة في أغلب الأندية الرياضية في المملكة العربية السعودية، بل تجاوزت ذلك إلى بعض البيوتات السعودية الشهيرة خاصة في مدينة الرياض وجدة والطائف، وكانت مفتوحة للخاصة والعامة مقابل مبالغ رمزية زهيدة، ويعرض فيها ما هو مفيد من الأفلام الوثائقية والترفيهية المتوافقة مع الذوق العام.
ثم مرت بالسينما مرحلة انحسار نتيجة قلة المتابعين وانصراف المشاهدين عنها إلى وسائل أكثر تواجدًا وأقل تكلفة ناهيك عن حاجتها إلى التحديث والتطوير لمواكبة الزمن وتحقيق التطلعات مثلها مثل أي وسيلة أخرى تمر بمرحلة ازدهار ثم انحسار.
والجدير بالذكر أنه خلال هذه المراحل حصلت الأفلام السعودية والمخرجين السعوديين على عشرات الجوائز في المهرجانات السينمائية العربية والدولية وحصل فيلم (اغتيال مدينة) للمخرج السعودي عبدالله المحيسن على جائزة نفرتيتي كأفضل فيلم قصير، وهو أول فيلم سعودي يحصل على جائزة دولية.
وفي عام 2017 وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور العرض السينمائي؛ مؤكدا على أن محتوى العروض سيخضع للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للملكة العربية السعودية.
ولا أظن إلا أن ذلك سيؤدي إلى مزيدًا من الترفيه البريء للمواطن في ظل ما يتمتع به المجتمع السعودي من قيم وثوابت يحترمها الجميع.
كما أنه سيفتح المجال أمام المبدعين من شباب الوطن في الإخراج والإنتاج السينمائي؛ لعمل أفلام سينمائية عالية الجودة تحقق جوائز عالمية.
من هذا المنطلق أكاد أجزم بأنه كما ذكرت آنفًا، السينما ليست سيئة بأي حال من الأحوال.