هل أمريكا تستغفل مجلس الأمن؟

لدي تساؤل بديهي لا أنتظر إجابته ، هل أمريكا تستغفل مجلس الأمن ؟
أم مجلس الأمن يستغفل العالم ؟
أسوق هذا التساؤل بعد انعقاد مجلس الأمن في جلسته الطارئة لمناقشة المشروع الذي تقدمت به مصر نيابة عن العرب ، بشأن رفض قرار الرئيس الأمريكي لاعتبار القدس عاصمة لإسرائيل .. عقد المجلس وأهدر الوقت والجهد والمال ، والنتيجة معروفة مسبقاً بحسب النظام العالمي لهذا المجلس الغريب ، الذي ليس له أي سلطة على أي دولة عضو دائم في المجلس عندما تستخدم حق النقض ( الفيتو ) وبالتالي ، هل من العقل عقد هذا المجلس ونتيجته معروفة سلفاً بالرفض من قبل أمريكا ، فهي صاحبة القرار ، وسترفض أي صوت ينادي بعكس القرار !! ثم هل هذا الإجراء يتناسب مع العقل ؟ بمعنى لماذا لا يقتصر حق الفيتو على الدول صاحبة العضوية الدائمة في المجلس وعلى رأسها أمريكا ، ولكن بشرط ألا يكون القرار المصوت عليه صادراً من تلك الدولة التي يحق لها استخدام حق الفيتو ؟؟!!
هل يمكن أن تصدر أمريكا قراراً يرفضه مجلس الأمن ثم توافق أمريكا على ذلك الرفض ؟؟ بالتأكيد لا ، طالما هي تملك حق الفيتو .. إذن ما الفائدة وما القيمة السياسية من عقد مجلس الأمن لتلك الجلسة ؟ هل الهدف ذر الرماد في العيون وتهدئة شعوب وحكومات العالم التي رفضت القرار الأمريكي بخصوص القدس ؟ هل السياسيون الذين شرعوا أنظمة وآلية مجلس الأمن مقتنعون بهذا التلاعب السياسي ؟ أم أنهم يتذاكون على الناس ويعتبرون العالم بحكوماته وشعوبه مجرد قطيع من المخلوقات البشرية التي تنساق خلف مجلس الأمن ( الصوري ) دون وعي ؟!
العالم كله يدرك بأن مجلس الأمن ليس إلا مكتب صغير تحركه الإرادة والإدارة الأمريكية كيفما تشاء !! وبالتالي فإنه من الافضل أن يسلّم العالم بالحقيقة المرة لقيادة أمريكا المطلقة لهذا الكوكب بما فيه ، سواء مجلس أمن أو غيره .