إمتدادا لمقالتي الأولى والتي عنونتها بإسم (القدس لنا.. وإن زاد الحِمل والعنا..) والتي أردت خلالها التعبير بما يدور في خلد السعوديين وموقفهم تجاه قضية القدس وماذا تعنيه لهم وفي وجدانهم، واليوم هم مذهولين وبشده بعد أن رأوا و شاهدوا بأم أعينهم أصابع الإتهام والعمالة والخيانة تصوب نحوهم ونحو رموزهم وبكل صفاقه رغم كم و كيف التضحيات التي قدمتها السعودية ولازالت ولاتزال بدءاً بمشاركة جيشها في حرب ٤٨ ومرورا في قطع البترول عن أمريكا في ٧٣ وهو كان الدخل الوحيد الذي يعيل السعودية آنذاك آثرت رغيف العيش في سبيل نصرة القضية وختاماً بالمبادرة العربية والتي أحرجت إسرائيل وعرتها أمام العالم بأن العرب لديهم رغبه جاده وصادقه في السلام ومستعدون لقبول إسرائيل في حال رجوعها لحدود ٦٧ و عودة اللاجئين واعتبار القدس الشرقية عاصمة فلسطين الأبدية والإنسحاب من هضبة الجولان، عدا أيضا أن أكبر دعم يقدم لفلسطين ماديا وإغاثيا يأتي من السعودية وهذه إحصائيات رسمية من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الرسمية!! بعد هذا كله لك أن تتصور أن توصم السعودية وقيادتها بالخيانه؟!! ومن إعترف بإسرائيل وطبع معها ويقيم علاقات عسكرية معها عطفا على أن فوهة بندقيته لم يخرج منها طلقة واحدة في أي من حروب العرب ضد إسرائيل بل المفارقه أنها موجهة ولاتزال ضد أحفاد محرر الأقصى الكردي صلاح الدين الأيوبي!! فماذا جرى لكم ياقوم؟!!! هل بات الذي يعتبر إسرائيل عدو ولا يقيم معها أي علاقات رسمية يعتبر خائن وعميل ومن يقيم علاقات دبلوماسية ومبادرات تجارية مناصر ومقاوم وأمل هذه الأمه؟!! أهكذا تحسب الأمور؟!!
لازلت لا أفهم سر الهجمة الغير مبرره واللا منطقية من كثير من الإخوة الفلسطينيين على السعودية ورموزها والإساءة لهم، ألم يشاهدوا تهافت السعوديين لنصرة القضية الفلسطينية إبان إنتفاضتها؟! ألم يروا كيف إستقبلت السعودية أكبر عدد من جرحى الإنتفاضة في المستشفيات السعودية؟! ألم ينظروا من أعمر غزة بعد تدميرها بعد أن أمر المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بالتبرع ب ١ بليون دولار نيابة عن الشعب السعودي ورفضوا الترحم عليه بل الأدهى والأمر هاجمو خطيب المنبر عندما أتى بإسمه!!؟
الألم الحقيقي ليس عندما تجد فقط النكران من أخيك بل أن يلمز ويهمز بأنك من بِعت القضية؟!! وإن أخذنا فرضاً وبذات الأضحوكة التي يتداولها البعض من أن السعودية أُرغمت على دفع ٤٧٠ مليار دولار لأمريكا فكيف إذن للمرغم أن يفرض شروطه!! أو كيف أن تكن بيده الموافقة من عدمها في أي قرار أمريكي يتعلق بهذا الخصوص؟!! وإن قيل أنها أعطيت بعين الرضا والقبول ليتسنى لها القدرة على تغيير قرارات أمريكا أو لعِب دور فلِماذا لم تأخذ الإدارة الأمريكية بعين الإعتبار الموقف السعودي الرافض وبشدة لنقل السفاره من تل أبيب للقدس؟!! بل إن الإدارة الأمريكية أرادت التأثير على صرامة الموقف السعودي من خلال إستغلال أزمة اليمن وقطر ولبنان للضغط عليها!!! يدلل على هذا تصريح وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون.
حدثوا العاقل بما يعقل ياإخوة، خذوا هذه النصيحة من أخ محب لكم فمنكم من هو أكثر من صديق وأخ أحظى بشرف معرفته. صوبوا بوصلتكم إتجاه من ضحى لأجلكم ليس لمن باعكم عندما إشتد الخطب عليكم ولاتجعلوا من إعلام المرجفين دليلاً لكم! حيث قيل: ومن جعل الغراب له دليلا.. يمر به على جيف الكلاب؟
عبدالله شباب اليابسي
0