ندى منشي

أعتذر يا أنا !!

 

حين أختلي بنفسي في كثير من الأحيان لممارسة طقوسي المفضلة مصالحة لذاتي , أغرق في موجة من التساؤلات التي تصارع ذاتي , أين هي ذاتنا الحقيقية وسط صخب المسؤوليات وضجيج الالتزامات وتملق العلاقات ؟ أين هي ذاتنا الحقيقية حين نغلف عفويتنا بالتملق وإبداعاتنا بالتقليد ؟ هل هدف حياتنا الأساسي هو ان نرضي الآخرين متجاهلين ذاتنا وما تحب وما تستهوي ؟ هل نحن مجرد ببغانات تردد ما تسمع وما ترى بأعين الآخرين وتنفذ دون وعي وإيمان ؟

نسمع كثيراً عن مصطلح الخيانة , ونربطها فوراً بنوع معين من التصرفات التي اعتدنا أن نسمعها ونعيشها ,, خيانة الوطن ، خيانة الحبيب , خيانة الصديق , الخ …

لكن نتناسى دائماً أهم نوع من الخيانات وهي الأصعب والأقوى والتي تتمثل أمام اعيننا حين نحاول الإجابة على تلك التساؤلات التي أغرقتنا في خضم موجها إنها ” خيانة الذات “

حينها فقط تمثلت أمامي تلك المرأة التي قابلتها في إحدى المناسبات , ظهر عليها الوقار , كانت تفوح منها رائحة الثقة تحيطها هالة من الطموح , ترمي نظراتها الواثقة هنا وهناك , مما حداني فضولي للقرب منها فهذه الشخصيات تستهويني , إقتربت وقدمت نفسي وبلطافة مني قلت أعجبتني شخصيتك وكأنني اعرفك منذ زمن , وهنا كانت الطامة فبمجرد ان تكلمت وعرفت بنفسها تناثرت منها رذاذات منفرة حين قالت دائما يشبهونني بإحدى المشهورات حتى أصبحت أتلبس شخصيتها كاملة إلى أن وصلت للإحساس بأنها انا !!

حينها فقط شممت رائحة الخيانة التي إنبثقت من رذاذ كلماتها , وتلعثمت التساؤلات على لساني , إلى متى سنخون ذواتنا بتقليد الآخرين , إلى متى سنجعل أجهزة تحكمنا بيدهم يفعلون بنا ما يشاؤون , نرى بأعينهم , نأكل ما يحبون , نعمل ما يستهويهم وما يتلذذون به ؟

سيأتي يومٌ سنتعذر فيه لذواتنا كثيراً عن ظلمنا لها ولكن هل سيأتي هذا الإعتذار في الوقت المناسب أم بعد فوات الأوان ؟!

سنقولها يوماً .. أعتذر يا أنا !!!!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button