المقالات

الرياضيون ونسيان الأذكار اليومية

إضاءة

لاشك أن حفظ الإنسان لنفسه من أهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها ويقوم بها، ولعل من أفضل ما يعين الإنسان على حفظ نفسه هو قراءة الأذكار اليومية أذكار الصباح والمساء والإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، بشكل عام وتسبيحه وتحميده، وتلاوة كتابه العظيم، والصلاة والسلام على رسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه، مع الإكثار من دعاء الله سبحانه، وسؤاله جميعَ الحاجات الدينية والدنيوية، والاستعانة به، والالتجاء إليه بإيمان صادق، وإخلاص وخضوعٍ، وحضور قلبٍ، فهي كما ذكرت تحفظ الإنسان وتثقل ميزانه، ولعل ما جعلني أكتب هذا المقال رؤيتي وسماعي لكثرة الإصابات التي يتعرض لها بعض الرياضيين سواء من لاعبي كرة القدم أو بقية الألعاب الأخرى، وربما تكون نتيجة عدم محافظة بعض هؤلاء اللاعبين للأذكار اليومية أو ما يطلق عليها أذكار الصباح والمساء.

وأذكر هنا موقفا للكابتن خميس الزهراني عندما كان لاعبا في نادي الاتحاد حيث تعرض لإصابة وكاد أن يجري عملية جراحية في ركبته، وحضر في اليوم التالي إلى النادى فجاء إليه أحد المشجعين لنادي الاتحاد أثناء وجوده في النادي، وقال ياكابتن خميس أعتقد أنني اللي عاينتك وجتك هذه الإصابة، فأشار عليه الكابتن خميس بأن يتوضأ ويحضر له الوضوء فتوضأ وأحضر للوضوء له فأخذه الكابتن خميس واغتسل به وزالت الإصابة فورا، وهذا الكلام سمعته من خميس شخصيا.
لذا فإن حرص بعض الرياضيين ومن نجوم كرة القدم وغيرها على الأذكار اليومية يكون فيها حفظ له من كل شر بإذن الله فعلى الرياضيين الحرص عليها وتعاهدها في الصباح والمساء حتى تكون خير حافظا له بعد الله، وتقوي إيمانه وطاعته، فذكر الله يجلب الطمأنينة للنفس لقوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)
الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله) أي : تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره ترضى به مولى ونصيرا : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) أي : هو حقيق فليستحضر المسلم لاعبا أو غير ذلك عظمة الله وقدرته على كل شيءٍ، وعِلمه بكل شيء، واستحقاقه للعبادة وحده لا شريكَ له وأن هذه الأذكار وهذه الدعوات، والتسبيح والتحميد لله رب العالمين – نافعةٌ للإنسان، مُثقلة لموازينه، ونافعة له أيضًا بدفع الآفات والمضار عنه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “مَن حافظ على هذه الكلمات، لم يأخذه إعياءٌ فيما يُعانيه من شُغلٍ وغيره، وقد وجَدنا بالتجربة أن هذه الأذكار من الليل مُيسِّرة لأعمال الإنسان في النهار”.

أسأل الله أن يوفق الرياضيين وكل مسلم للمحافظة عليها، والاستفادة منها ومن أجمل الكتب المفيدة في هذا الجانب كتاب حصن المسلم مؤلفه سعيد بن وهف القحطاني ربنا يوفقنا إلى شكره وذكره وحسن عبادته أنه سميع مجيب الدعوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى