أحمد حلبي

حينما غاب المطوف والمعلم

قبل أن تغيب شمس الخميس الماضي ، ويطل ضوء القمر وحوله نجوم تزين السماء ، حمل البريد القادم الى هاتفي رسائل مؤلمة للقلب مبكية للعين ، يقول مضمونها أن الموت قد غيب المطوف والتربوي عبدالله معاجيني !
فوقفت حائرا ، أهي حقيقة أم مجرد شائعة من الشائعات المؤلمة التي بتنا نسمعها بين الفينة والأخرى ، فعبدالله معاجيني الذي أعرفه مليء بالشباب والحيوية ، لم أسمع يوما أنه شكى من ألم أصابه ، وفي كل لقاء آراه جامعا بين ابتسامة الشفاه وحلاوة اللسان .
وبين حيرة هنا وأخرى هناك ، أدركت أن الموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا ، وانه اذا حان الأجل فلا راد لقضاء الله ، لحظتها فقط بدأت أستوعب مضمون الخبر وأقف داعيا للفقيد بالرحمة والغفران ، فما تركه من محبة لدى الآخرين خير من كنوز الدنيا وما فيها ، فضلا عن أنه أمضى حياته بين عملين جليلين الطوافة حيث شرف خدمة الحجيج ، والتعليم حيث اعداد وتربية الأجيال .
وفي الطوافة برز اسمه كعلم ، فكان واحدا من أعضاء مجلس ادارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية في احدى دوراتها الانتخابية ، ولم تثنه عضوية مجلس الادارة عن العمل الميداني ، الذي يرى أن فيه خدمة الحجيج مصدر الفخر والاعتزاز للشخص ، وشكلت هذه الخطوة مفتاحا لنيل محبة لدى الكثيرين ، خاصة وأنها عملت على تشجيع الشباب على الانخراط في خدمة الحجاج ميدانيا .
وهذه المواقف وغيرها أكدها من تعاملوا معه ، كالمطوف / محمد خشيفاتي الذي وجد أن في وفاة عبدالله معاجيني فقدان لشخص ” تعامل معه منذ عام 1427 فكان مثالا مخلصا في خدمة حجاج بيت الله الحرام معينا لكل من يقوم على هذه الخدمة لا يترك لنفسه مساحه من الراحة بل كان يجلد نفسه كي يقدم الخدمة التي تليق بحجاج بيت الله الحرام ” .
ورغم أن الفقيد ترك عضوية مجلس ادارة المؤسسة ولم يحالفه الحظ في الفوز بالانتخابات الأخيرة ، الا أن ذلك لم يثنه عن العمل في خدمة الحجيج أو البعد عنهم فظهر اصراره على العمل ، ليزرع تقدير واعجاب معالي وزير الحج السابق الدكتور / بندر الحجار الذي اختاره ليكون مستشارا لمعاليه لشئون النقل .
وان كان الفقيد ـ يرحمه الله ـ قد عاد مجددا للعمل داخل أروقة المؤسسة التي نشأ بين أحضانها، فان عودته لم تأت عبر منصب اداري يحمل برستيج المستشار ، لكنه عاد للعمل الميدانية عبر مكتب خدمة ميدانية لحجاج ليبيا ، فنال بهذا شرف استقبال وخدمة عدد من حجاج ليبيا من مصابي الحرب ، فكان خير من يتولى هذه المهمة ، ليثبت أنه خادم الحجيج فعلا لا قولا .
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته ، وجزاه خير الجزاء على ما قدم من خدمات لضيوف الرحمن .

Related Articles

6 Comments

  1. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه
    وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان
    رجل عرفته وأشهد له بالاخلاص في العمل ووقفات الرجال مع الكبير والصغير
    كان مثال للمطوف المخلص لاداء واجبه ويسعي دومآ الي تطوير خدمة الحجاج .
    نعم المهنه فقدة رجل من رجالها المخلصين
    ولكن لا نقول سواء رحمك الله يا ابا حسان وأسكنك فسيح جنانه .

  2. مهما كتبنا ومهما قلنا لن نوفيك حقك ابا حسان ،،،، رحمك الله واسكنك فسيح جناته واعاننا على مصابنا فيك أيها الغالي الحبيب

  3. جزاك الله خير اخي احمد على ما ذكرته عن احد رموز شباب مهنة الطوافة الاكفاء المطوف عبدالله حسن معاجيني

  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته وبارك الله فيك .ا.احمد على هذه الكلمات الطيبة التي تسطرت عن اعمال اخ عزيز تشرف بخدمة صيوف الرحمن بكل امانة ومسؤولية جعلها الله في موازين حسناته وجزاك الله خير والله الموفق

  5. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته وبارك الله فيك .ا.احمد على هذه الكلمات الطيبة التي تسطرت عن اعمال اخ عزيز تشرف بخدمة ضيوف الرحمن بكل امانة ومسؤولية جعلها الله في موازين حسناته وجزاك الله خير والله الموفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button