أتابع كغيري الهجمة الشرسة والحملة الدنيئة على بلادنا المملكة العربية السعودية وعلى قادتنا الكرام بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل على الرغم من أن تلك الحملات الشيطانية المضللة تُدار من أطراف معروفة نتيجة لما أصابهم من الوهن والحقد، وما غشيهم من الغيرة والحسد وهم يشاهدون ماحققته بلادنا من إنجازات حضارية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية وتفوقهم بخطوات كبيرة عنهم، فضلًا عما فيه بلاد الحرمين من أمن وأمان وما علم المساكين أننا نشعر بذلك الحقد وتلك الكراهية من عقود حتى بات ذلك التشويه المتعمد يصب في صالحنا إذ أثبتنا للعالم كله أن حكومتنا هي الحليمة ودولتنا هي الحكيمة والتي لا يستحق الريادة القيادة في المنطقة غيرها.
ولا شك أن ذلك الفيتو الظالم من بعد نزق ترامب لم يكن السهم الأول ولا الأخير في صدر تلك الأمة المنكوبة بهم وإلا فمواقف المملكة تجاه قضية فلسطين تحديدًا مشرفة ومعروفة منذ عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله- إلى عهد الملك سلمان حفظه الله.
لقد ظل أجدادنا ينهشم الجوع ويصرعهم المرض، ويقهرهم الفقر وأولئك ينعمون بالخيرات ولم يمدوا أيديهم لنا، ونحن لم نفعل مثلهم حينما أنعم الله علينا ولم نسخر منهم كما سخروا بأننا بدو وأصحاب الشاة والبعير…
إن السعودية ليست من الذين يقولون ما لا يفعلون وقادتها لم يصافحوا شارون ولم يعانقوا بيريز، والغريب أن شاويش إيران في لبنان ومعه بعض المنظمات يطالبوننا بمواجهة كل الغزاة وإطعام كل الفقراء وفتح الحدود لهم، وقطع العلاقات لمن يخالفهم وهم يعلمون أصلا بأننا لم تعترف بإسرائيل فكيف نعترف بالقدس الشريف كعاصمة لهم، ويعلمون أيضًا بأنه لاعلاقات تربطنا بهم ولا نملك ببلادنا قواعد عسكرية أجنبية تحرسنا كغيرنا !
إننا أمام محطة تاريخية كبرى علمتنا الكثير من الدروس وكشفت لنا الكثير من الأقتعة وكم احتطب الحاقدون بحبالنا وقد آن لنا أن نتعلم ! ولكن من الإنصاف أن نفاخر بأولئك المرابطين الشرفاء ببيت المقدس وبأولئك المحاصرين في غزة وبكل من استطاع قول الحق ولم يدافع عن باطل بما قدمته المملكة من دعم مادي ومعنوي منذ كانت فلسطين بالنسبة لنا أغنية في الصباح بجميع مدارسنا ونشيدا لمعظم برامج إذاعاتنا عرفنا من خلالها مدن فلسطين أكثر من معرفتنا بمدننا، وكان دفع ريال لفلسطين أول ورقة إيصال عرفنا كتابتها ولذلك لم يعد سرًا ما قلناه ونقوله بأن بيت المقدس هي مدينة السلام التي أول من بناها الكنعانيون العرب، وأقام بها الكثير من الأنبياء فكانت مصدر إشعاع روحي وحضاري وفيها المسجد الأقصى أول قبلة صلى المسلمون نحوها ومنه مسرى نبينا وحبيبنا، ومنه عرج به عليه السلام وهو ثالث المساجد المباركة، والتي تشد إليه الرحال وسيبقى إسلامي الهوى عربي اللسان كما أراد الله له ذلك وبشربه نبيه حتى وإن خذله الخاذلون !!!
0