سلمان الشهري

العقول المفخخة

مازال بيننا شرذمة يشاركوننا الأكل والشرب والتسوق والعمل والمشاهدة والإستماع،أشبه مايكونون بالخلايا السرطانية،التي ما أن تستوطن الجسم حتى تنتشر فيه بصمت ناهشة إياه إلى أن تأتي ساعة الصفر فتقضي عليه في وقت وجيز.
إنها تلك العقول المفخخة التي تشبعت التطرف فأتخذت من العنف مبداء،ومن التكفير حياة،ومن الأفكار الضالة والمنحرفة منهجاً ودستورا.
ينطلقون من خلالها نحو رحلة التكوين التي يقاتلون من أجلها ويستميتون في سبيل تحقيقها.
يهاجمون كل جديد،ويرونه إبتذالا،ويحاربون الإعتدال على أنه تفسخ وانحلالا.
وللمصابين بمرض التطرف أعراض يمكن معرفتها مهما حاولوا إخفائها،منها على سبيل المثال: ارتفاع شديد في درجة تحسسهم من القرارات الإصلاحية وتذمرهم منها بالإضافة إلى تناقلهم مقاطع الشجب والاستنكار ونشرها بأشكال متعددةعلاوة على رفضهم للأخذ أو الرد،أو التصالح مع الأخر أو قبول رأيه.
ولو تم تحليل مشاعرهم وأحاسيسهم وماتكنه صدورهم لكانت النتيجة غل وحقد للأعمال التنموية والنهضوية التي تقصر نظرتهم أمام ماستعود علينا وعلى الوطن بإذن الله تعالى من نمو وتقدم وإزدهار،ولو كان لهم من الأمر شيء لأوقفوا عجلة التقدم مطلقاً.
فلا يردون للمركبة أن تسير سواء عكس الإتجاه.
وسيبقون أعداء لكل ما من شأنه الإنفتاح على الأخرين والإستفادة من معطيات العصر والتطور،وأنّا لهم ذلك.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button