المقالات

رجعت الشتوية

حين يعود الشتاء ترتدي تهامة حلة قشيبة
أما المخواة فتغدو حسناء تبدي مفاتنها لعشاقها ويصبح إغراؤها لايقاوم
فالشتاء فصلها المفضل الذي يصنع منها ملكة متوجة حين يحيل ليلها حكايات ساحرة ونهارها دفء بطعم الحنين
وحده الشتاء يحيلنا نحن سكان التهم وجبة لذيذة يلتهمنا الحنين ويلعب بنا الشوق متجها بنا بلاهوادة نحو تلمس السحر في ثنايا الوقت وأروقة الحنان ويمسنا بشغف لايقاوم نحو كل ماغاب عنا من أزمنة وبشر وحيوات نبحث عن نجم يهدينا إلى حيث يجب أن نكون.. ربما نحو مخابئنا السرية .. هناك حيث متعة محنطة وسط ضريح القلوب العاشقة
ما إن يحل الشتاء حتى .. يعود الناس لقراهم في أطراف ناوان وأعالي شداوين وفي بطون قرى منجل وضيان ومليل حيث ثمة للصباحات معنى أسطوري
وللحظات معانيها الغارقة في تأمل ذاتها
وللبحث عن حبات النبق المتساقط من شجرة السدر التي ينساها قطيع الخراف ومن ثم لالتهامها متعة ولجمع ماتقذف به مجاميع الأغنام من (عجم )ثم كسره للحصول على مابداخله من( اللباب) لذة لاتقاوم .
الشتاء شيمته الوفاء فمواعيده لايخلفها ، مشهد سرب طيور الرجاف وهي تتجه إلى الجنوب عند بوابات القرى وعند أطراف المزارع لتحط فوق أشجارها ثم صناعة أعشاشها بطريقة جميلة وإحترافية وهي تترنم بأصوات لها إيقاع السحر .
أما مواعيد المطر الذي يصيب الجميع بالبلل حتى العظم فلا تتغير إلا نادرا
في حين مشهد الغيوم الداكنة وهي تجوب السماء دون كلل معنى آخر للجمال وباعث على حيوية الروح
في المخواة الوادي والسهل والجبل تقبض على فصل الحب الذي تتاوه فيه الرياح في هذه المساحات الحالمة ويبحث العشاق عن الدفء في ليل الشتاء ويستوطن عابرو السبيل. المكان بعذوبة مشتعلة
الذاكرة تعود محلقة نحو طفولة وأصدقاء شوه الزمن شبابهم ولون شعرهم الداكن
نتحدث من جديد مع أنفسنا ومع من حولنا عن الرفاهية التي نعيشها مقابل شقاء الآباء والأجداد في سبيل لقمة العيش.. نستحضر في هدأت ليل الشتاء أجمل أحاديثهم وغنائهم خلف سانية يتهادى لأسماعنا بقاياتوليشه في إثر ثيران الحرث وبقاياغطاريف النساء حين يلمع برق يحيل ظلام الليل نهارا أبلج نتحسس أهزوجة فرحهم في موسم حصاد السنابل
وربما يتناهى إلى مسامعنا خطة أقدام الرقصين على أنغام الزير
أما أجمل حديث تلقتطه آذاننا فلربما كان حديث احدهم حين يتوقف ليعقد رباط مشدوده وهو صادر قبيل المغرب من السوق ناقلا علوم السيرة
هو الشتاء الذي يوقظ فينا الجمال والحنين والذكريات
ويشعل فينا الطيبة نعيش أيامه مؤملين أن يكون شتاء متجدد يمنحنا السعادة والصفاء وحلاوة الحياة
خصوصا وأن هذا الشتاء يبدو مختلفا وتظهر المخواة فيه أكثر حبورا ، مبتهجة بلاحد وهي تفتح قلبها لأميرها الدكتور حسام حيث سيرعى حفل إفتتاح مهرجانها الشتوي
ويطلق فعالياته
تستقبله القلوب بحب وهي تردد قول شاعر المخواة الراحل ( بلغيث العمري ) الذي قال ذات ترحيب :
مخواتنا مدي اليدين وصافحي. .. ناجاك من آل السعود أمير
التحايا والحب للشتاء والمخواة لزوارنا الذين يعودون إلينا بحب مع رجعة الشتوية .

Related Articles

One Comment

  1. هو الشتاء الذي يوقظ فينا الجمال والحنين والذكريات
    ويشعل فينا الطيبة نعيش أيامه مؤملين أن يكون شتاء متجدد يمنحنا السعادة والصفاء وحلاوة الحياة

    جميل ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button