المقالات

قيادات مؤتمرية باعوا صالح…لماذا ؟

محمد عبدالله القادري
ليس هناك أسوأ من قيام جماعة الحوثي بقتل حليفها صالح إلا تلك القيادات المؤتمرية الذين كانوا حول صالح ولم تنقضِ ساعات أو بضعة أيام إلا وأعلنوا ولاءهم للحوثي ليبيعوا دم رفيقهم صالح، وباعوا بنفس الوقت موقف حزب المؤتمر الذي كان يفترض أن يظل على موقف صالح الأخير قبل مقتله والذي بسببه اختلف مع الحوثي.
بدل من أن يكون مقتل صالح يشعل حماسة تلك القيادات أكثر وينتفضوا أكثر، إذا بهم للأسف يستسلمون ويذهبون للاعتذار للحوثي ويأيدونه بما فعل، ويعتبرون ذلك وأد فتنة ويتخلون عن صالح قبل أن يجف دمه.
ليس هناك أي مبرر أو عذر مقبول لتلك القيادات.
فإذا قلنا إن ما قامت من ولاء للحوثي يعتبر سياسة، فالسياسة لا تصح أن تسعى لتحويل موقف حزب نحو اتخاذ خطوات تفيد خصم الحزب ولا يستفيد منها الحزب.
وإذا قلنا إن موقف تلك القيادات ناتج عن خوف أو ضغوط كبيرة عليهم، فأي قيادي في أي حزب لا يجب أن يتخذ موقفًا يخالف مصلحة الحزب أو توجهه بمبرر أنه تلقى ضغوطًا كبيرة وتهديدات كالسجن والاعتقال والقتل.
إذا كنت قيادي في أي حزب فعليك أن تحترم المكان الذي أنت فيه، وعليك أن تكون مستعدًا للتضحيات حتى وإن كانت كبيرة، فالسجن والموت أهون لك من الاستسلام وبيع موقف حزبك وأنصاره.
لو سألنا أنفسنا ما هو السبب الذي جعل تلك القيادات تتخلى عن صالح بعد مقتله مباشرةً وتبيع موقف جناحه المؤتمري الذي كان يفرض عليها الاستمرار في الانتفاضة ؟
سنجد أن الجواب هو أن صالح أخطأ في اختيار تلك الشخصيات من خلال تصعيدهم كقيادات في الحزب واشترى ولاءهم بمصالح ومناصب، وهؤلاء القيادات ظلوا مع صالح معتقدين أنه هو الأقوى وسيعود للسلطة، ولكن لما قتل صالح تأكدوا أنه لم يعد لهم مصلحة مع صالح فتخلوا عنه وتوجهوا نحو الجهة التي يظنون أنها الأقوى وتكمن مصلحتهم عندها.

المخلصون والقيادات الوطنية داخل المؤتمر همشهم صالح وجعل الأهمية والأولوية لأصحاب المصالح الذاتية وللجناح الهاشمي داخل المؤتمر، وهذا الخطأ الكبير الذي ارتكبه صالح، إذ جعل المؤتمر الذي لديه جماهير عريضة تقوده قيادات سيئة تخلت عن المواقف الوطنية وتخلت عن موقف الحزب.
تلك القيادات التي توالي الحوثي والتي محسوبة على الجناح الهاشمي لا تمثل المؤتمر ولا تمثل قواعده، القيادات الهاشمية داخل المؤتمر تمثل السلالة الحوثية ولا تمثل قواعد المؤتمر، وتلك القيادات التي لا زالت توالي الحوثي تمثل مصالحها وذاتها.
المؤتمر لديه قيادات وطنية وهي تلك القيادات التي انضمت للشرعية منذ البداية وهي القيادات التي بالفعل تمثل نهج المؤتمر وفكره الوطني، وقواعد المؤتمر العريضة ستتوحد خلفها لأن جميع القواعد المؤتمرية اكتشفت اليوم أن موقف تلك القيادات كان هو الصائب، وهو المطلوب.
المؤتمر اليوم يمر بفترة تصحيح، تصحيحه من تلك القيادات التي أساءت للمؤتمر وحرفت مساره، لا يجب أن نقيس المؤتمر على القيادات أعضاء لجنة عامة ودائمة، فأي قيادي مؤتمري هاشمي أو موالٍ للحوثي لا يمثل المؤتمر، لأنه ضد نهج المؤتمر وموقفه الوطني، وضد قواعد المؤتمر الكبيرة والعريضة.
أخطاء صالح جعلت حزب المؤتمر يمتلك أسوأ قيادة لأفضل قاعدة، وتصحيح المؤتمر اليوم يتطلب أن يكون المؤتمر حزبًا يمتلك أفضل قيادة لأفضل قواعد.
قواعد المؤتمر التي كانت توالي صالح، قد عرفت أن صالح أخطأ عندما تحالف مع الحوثي ووقف ضد قيادات المؤتمر التي تقف مع الشرعية كالرئيس هادي ومن معه من قيادات وقواعد؛ ولذا فإن قواعد المؤتمر التي كانت مناصرة لصالح ستنضم اليوم خلف قيادات المؤتمر الوطنية التي تقف مع الشرعية ولن تنجر وراء أي قيادات غيرها، وستصبح كل قواعد المؤتمر مناصرة للرئيس هادي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button