د. عبدالله التنومي

هل اليهود أبناء عمومتنا ؟

لن يعم السلام بين اليهود والمسلمين إلا على طاولة التاريخ؛ وذلك منذ سيدنا إبراهيم ورحلاته بين فلسطين ومكة، ثم حمل سارة بإسحاق ليأتي له التوأم العيص ويعقوب ومن يعقوب يأتي الأسباط، ومنهم لآوي جد أنبياء بني إسرائيل موسى وهارون وداوود وسليمان وأم المؤمنين صفية بنت حيي ملك خيبر، فهي من سلالة هارون وقد أكرمها الله أنها زوجة نبي وبنت نبي وعمها نبي (موسى).
إذًا هم أبناء عمومة السلالة العدنانية من إسماعيل، ومنها نزار ثم مضر ثم قريش، ثم بنو هاشم ثم بنوعبد المطلب ثم السراج المنير محمد بن عبدالله الذي بعثه الله رحمة لكل البشرية، ومنهم اليهود والنصارى.
وشريعته السماوية الخالدة أقرب ما تكون ملائمة لليهود من غيرهم.
فأنتم أيها اليهود شعب الله المختار ما اتبعتم الحق والحق في كتبكم مذكور أنه سيأتي به محمد ولديكم الأخبار لدى الأحبار.
ومن أعظم أحبار اليهود كعب الأحبار من أهل اليمن، وعبدالله بن سلام من يهود المدينة وقد أسلموا وأخبرونا بحقيقة محمد في التوراة.
ورغم هذا قال الله لمحمد لست عليهم بمسيطر، فلهم دينهم ولك دين والتفسير هنا عام لجميع من لم يتبعه صلى الله عليه وسلم.
و لم نرَ محمدًا مشفقًا على أحد أكثر من إشفاقه على من لم يسلم وأولهم اليهود.
وكان رسول الله يحبهم ويتعامل معهم، ويزور مريضهم ويعفو عن زلاتهم ونحن على استعداد أن نفعل فعله معكم حتى وإن لم تسلموا فلنا فيه أسوة حسنة بالتعامل معكم باللين والصدق والأمانة والشرف حينها سوف يعم السلام، وتزدهر تجارتكم في كل أرجاء العالم ولن أخشى عليكم من أحد إلا من المجوس عابدي النار ومدّعي الإسلام.

وهل شاهدت في طهران مسجدًا واحدًا تقوم فيه الجمعة والجماعة.
وأحب أذكركم بعهد عمر بن الخطاب في القدس، فقد كتب لكم عهدًا لا يحاربكم أحد ولا يهدم معابدكم أحد ولكم الأمان الدائم.
وفي هذا الزمان أصبح المسلمون مليارين في تعدادهم من أقصى جاكرتا شرقا إلى الأمريكتين غربًا، ويمثلهم خادم الحرمين الشريفين وإخوانه حكام الدول العربية والإسلامية.

وأخيرًا..
أخبروني لماذا الله سبحانه وتعالى أرسل أولي العزم من الرسل إلى الجزيرة العربية وعراقها وشامها ومصرها فقط؟
لماذا موسى لم يكن لشرق الأرض وإبراهيم لغربها؟
أتوقع أن التاريخ الإنساني وكافة علمائكم في التوراة والإنجيل لايعلمون ذلك، ولكن علماء الإسلام يعلمون ذلك علم اليقين، ولو أخبرتكم به لعلمتم أننا أبناء عمومتكم، ونود لكم الخير ظاهره وباطنه، وسوف يخسر إبليس رهان تفريق متابعي الأديان السماوية الثلاثة ولتعلموا أن سام جد العرب الذي أنتم منهم فإبراهيم من البابليين العرب المهاجرة إلى أرض النهرين العراق والتاريخ يطول شرحه وأعداء السلم بين المسلمين واليهود هم سلالة المجوس، ومن تبعهم والمتظاهرين لخدمة اليهود في إنشاء إسرائيل الكبرى، وهم يكذبون فقد سحبوا حتى الآن أكثر من ٣ ترليون منكم لهذا الغرض ودخلت قطر على الخط كحاطب ليل لتحقيق حلمها هي الأخرى على حساب السعودية واليمن ودول الخليج؛ لتفك عقدتها من قطر الصغرى إلى قطر الكبرى فلا نامت أعين الجبناء أيها الحمدين.
إذًا السلام ليس بيد اللصوص من المجوس، بل بيد الملوك العرب ممثلًا في خادمي بيت الله الحرام الذي بناه جدنا وجدكم إبراهيم وعمكم إسماعيل.

فقولوا لي ماذا بنا كسرى المجوس ؟
*الباحث في أدب التاريخ الإسلامي والإنساني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى