أ. د. عائض الزهراني

زلزلة الدولة الدينية وانهيارها

ابتدأ مؤشر الانهيار للدولة الدينية المذهبية الطائفية التي أذاقت الشعب الإيراني الإذلال والاضطهاد وانتهاجها سلطة حكم الفرد الأوحد الولي الفقيه المدعي بأنه يحكم بسلطة الله على الأرض، وأوهم المجتمع الإيراني بقداسته وأنهم من سيحققون توحيد العالم الإسلامي بتصدير الثورة وأنشأ الخميني الحرس الثوري لتنفيذ أهدافه التوسعية في العالم الإسلامي، وأصبحا وجهان لعملة واحدة سيطرا على مفاصل الدولة يختارون من يحكم، ويحكمون من خلف ستار القداسة، ونشروا الفوضى والفتن والحروب في المنطقة، وبددوا ثروات الاقتصاد بسبب الفساد وسوء الإدارة، وذهاب أموال طائلة لتمويل ميليشيات إيران الإرهابية في المنطقة.

وفي النسيج الداخلي أصبح الشعب يعاني من أوضاع معيشية صعبة قاهرة بسبب الغلاء الاستثنائي والتضخم، وانتشار البطالة المتفشية بين الشباب وبلغت 13./.، والفقر حسب الإحصائيات تعدي نصف السكان وتجاوز 40 مليون نسمة، ونثرت بذور الطائفية بين القوميات المتعددة كالأحواز العربية والاكراد، والبلوش، والأدريون وألجيلاك واللور والبلوش والتركمان التي يمارس عليها التعذيب والسجن والاغتيال وأصبحت سياستها في الداخل والخارج يندد بها في المحافل الدولية وإلصاق لقب دولة الإرهاب والتطرف عليها أدى كل هذا إلى حدوث شروخ وتصدعات وزلازل في الوضع الداخلي، وانفجر الوضع للبركان الخامل واندلعت مظاهرات حاشدة في أرجاء إيران بداية من مدينة مشهدا ثاني أكبر المدن الإيرانية، وامتدت إلى مدن أخرى كنيسابور وكاشمر، ويزد وشاهرود وخروج آلاف الإيرانيين الغاضبين وإطلاق هتافات ضد النظام وشعارات ضد مرشد الثورة (علي خامنئي) ورئيس النظام الإيراني (حسن روحاني).

كما طالب المتظاهرون بخروج قوات بلادهم من العراق واليمن ومن سوريا؛ مرددين غادروا سوريا.. فكروا فينا وأصبح الوضع الداخلي يستدعي المجتمع الدولي وخصوصا البلدان الغربية وبلدان المنطقة، لدعم المعارضة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق التي تمثل خطا معتدلا واضحا لدولة مدنية تحترم سيادة الدول ومساندتها لتنتهج طريقة لحل کافة مشاكل وأزمات هذا الشعب المسحوق البائس المغلوب على أمره، ويکمن الحل الناجع فقط في إسقاط النظام، وهو الخيار الذي صار الشعب الإيراني برمته يؤمن به ويناضل من أجله. واستثمار الظروف للتسريع في اسقاطه لحاجة المنطقة والعالم إلى السلام والأمن والاستقرار.

Related Articles

2 Comments

  1. لو ايران صرفت أموالها على تنمية بلادها أفضل من تمويل

    ميليشيات حزب الله والحوثي الإرهابية

    لكن” للبيت رب يحميه”

    شكرا د / عائض

  2. سيدي د. عائض .. تظل الأنظمة للأسف طالما كانت تدعم من الخارج .. و نظام إيران الفاسد مدعوم من أكثر من مصدر قوة من شرق الأرض لغربها ممن يديرون اللعبة بلمسة ناعمة على جهاز تحكم.. شتتهم الله جميعا . مقال هام في توقيته ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button