المقالات

التربية والحداثة

مبروك..

أول كلمة يسمعها الوالدان لحظة رزقهما بالمولود، يليها جمع من الدعوات والصلوات إعانه لهما على تربيته وتنشئته، حينها تبدأ رحلتهما ورؤيتهما في التربية، وهنا تأتي أكبر المصاعب التي يواجهونها، زمن الحداثة الذي نعيشه.

زمن أصبح فيه العالم قرية واحدة تصهر خصوصيات كل مجتمع بذاته وعاداته وتقاليده موهما أفراده بمقدرتهم على التحكم بأنفسهم وبما يدور حولهم، مع أني لا أجزم بأن ما نعيشه في منطقتنا حداثة تامة، بل هو بعض من ملامحها.
وأول ما يواجههما بيئة منفتحة ذات طفرةٍ إلكترونية، تقرب كل بعيد وتفتح ماخلف الأبواب لتُغني الابن عن مرجعية والديه في أي استشارة، على عكس العهد القديم حين كان الطفل ينمي شخصيته بمحاكاة والديه ملاصقا لهما أينما ذهبوا، وهم بدورهم يتكلون عليه في إنجاز مهامهم اليومية، مكتفين بالمحاكاة والمراقبة كأنموذج تربية متكامل.
ومن هنا فالعمل الموكل للأبناء يولد لديهم الحس بالمسؤولية ومفهوم الجد والاجتهاد والصبر على عكس وقتنا الحالي الذي يكثر فيه الاعتماد على الخادمة والعامل والسائق بينما ينشغل الأبناء بالتمتع بالملهيات الإلكترونية وغيرها مما يؤدي لقلة الحركة.
يأتي هنا عامل آخر يزيد الوضع سواء، وهو التغذية، فكما نرى في شوارعنا أينما ذهبنا إعلانات للوجبات السريعة التي تؤثر سلبا في تغذية الجسم، ولإعطاء هذا الموضوع حقه سنحتاج مقالاً آخر، ففي التقرير الأخير من منظمة الصحة العالمية عن السمنة تواجدنا في أحد المراكز المتقدمة مع مرتبة الأسف.
ومما سبق ذكره أصبح لدى أبنائنا الكثير من الفراغ الذي يؤثر على الجانب الروحي والقيمي لهم، وإن لم نشغله بشيء، أصبحوا عرضة للنزوات والانحراف، خاصة في سن المراهقة.

هذه نظرة كاتب يسلط الضوء على ما رآه ليس إلا، مع اعترافه بعجزه عن طرح الحلول كون الزمن هو التحدي بحد ذاته.

حفظ الله أولادنا من كل شر.

Related Articles

One Comment

  1. فعلا الزمن متسارع الوتيرة و المتغيرات والمرحلة الحالية نصنع فيها جيل قادم ولله الحمد جيل أطفالنا ذكي جدا ومتقبل للتطور السريع ونحن كذلك ولكننا مترددون !!
    غريب هذا الزمان مابين مكسب وخسارة !! ناس أفنت عمرها لبناء أجيال !! وناس أفنت عمرها لأجل تبني عمارة !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button