تتعرض المملكة العربية السعودية إلى هجوم يومي بل كل ساعة وكل فيمتو ثانية لهجمات إلكترونية، ليست عبر الفيروسات ولا عبر البرامج الضارة فقط، بل عبر مواقع ومنتديات وصفحات تُدار من إيران وكأنما هي مواقع خاصة بمعارضة سعودية خارج المملكة..إيران دولة تؤسس بقوة وبإتقان لكل صراعاتها، حيث إن هناك آلاف من الإيرانيين يجيدون العربية يتم تسخيرهم كجنود إلكترونيين لزعزعة واستقرار المملكة، كل يوم يتم إنشاء مئات الصفحات على الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، تقوم بتزييف الواقع السعودي، وفي أحيانٍ كثيرة تستخدم أسماء مشهورة رقميًا لتمنح موثوقية لما يتم بثه، وتعمل كل هذه الجبهات على محاور مختلفة، فمنها ما يتعلق بالمحور الداخلي للمملكة بحيث يتم مخاطبة الشعب السعودي، ومنها ما هو متعلق بالمحور الخارجي حيث يتم مخاطبة الشعوب المتاخمة للسعودية والدول الإقليمية في محاولة لعزل المملكة شعبيًا. وطبعًا تُثير تلك المحاور قضايا وهمية وزائفة ومصنوعة بغرض دق اسفين الشقاق بين الشعب السعودي والشعوب العربية الأخرى.. ومن ذلك ما ورد قبل أسابيع من تغريدة لحساب شخص يدعي أنه يأتي بالأخبار من داخل القصور الملكية السعودية، التغريدة أو الخبر تعلق بمعاملة ولي العهد السعودي للرئيس السوداني البشير، حيث أورد أن سمو ولي العهد قد استخف بالبشير وخاطبه كعبد لديه، انتشرت التغريدة كانتشار النار في الهشيم وكان لابد من أن تؤثر في الخطاب الشعبي بين السودانيين والسعوديين، مع ذلك لم يكن رد فعل الشعب السوداني أهوجًا رغم الاستثناءات القليلة على ذلك، وتم تجاوز هذه القضية شعبيًا بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي. اتصلت بصديق سعودي وسألته عن حقيقة هذه التغريدة وعن حساب ذلك الشخص، وأكد لي صديقي أن هؤلاء أبناء ملوك وهم لا ينحطون أبدًا لمستوى الإساءة حتى للعاملين لديهم فما بالك برئيس دولة عربية شقيقة، لقد اقتنعت فورًا بكلامه بدون أن أعيد أو أزيد، فعبر تاريخ طويل من الاحتكاك بالإنسان السعودي والإنسان السوداني كان الاحترام هو سيد الموقف.
أيضًا نشطت الأجهزة الاستخباراتية الإلكترونية الإيرانية التي تلبس قناع الشعب السعودي لتزعزع العلاقة بين الشعبين حين زار أردوغان السودان، فانتشرت حسابات وهمية وتغريدات زائفة لإثارة الخلاف والشقاق بين الشعبين، واستغلها بعض الناقمين على أي توجه للتلاقح العربي في السودان لتصوير السعوديين كشعب عنصري يكره اللون الأسود. أيضًا فشلت هذه المحاولة الإيرانية فشلًا ذريعًا وانهارت آمالها حين تلقت الغالبية من الشعب السوداني كل هذه الهجمة بهدوء كامل وضح ذكاء هذا الشعب وقدرته على التمييز بين ما هو عام وشامل وشعبي وبين ما هو فردي وشاذ واستثنائي.
ومن جانب سلبي، أشعر بأن المملكة والدول العربية ضعيفة جدًا في صد هذه الهجمات والتوعية بخطورتها والقدرة على الهجوم المضاد، ربما كان السبب هو معرفتنا الضعيفة كعرب عمومًا بالبنية الثقافية للشعب الإيراني المغيب تمامًا تحت ولاية الفقيه وسجون القمع المرشدي، بالإضافة إلى ضعف المعرفة باللغة الإيرانية، بحيث لا يبدو الحضور العربي ضد النظام الإيراني شيئًا يذكر على الأسافير الرقمية، وهذا يعني أن كفة إيران ترجح مع ضرورة إيماننا بأن النظام الإيراني يعمل ليل نهار ضد الثقافة العربية باعتبارها الثقافة التاريخية التي كانت تستأثر على كافة الثقافات الأخرى ومن ضمنها الثقافة الفارسية. فإيران لا تستخدم الفارسية كسلاح لفرض التشيع، بل تستخدم التشيع كسلاح من أجل فرض ثقافتها، والحركة الشعوبية الفارسية لها تاريخ طويل ومعارك لم تهدأ لطمس أي وجود للثقافة العربية منذ العباسيين..
النظام الإيراني يعتبر الثقافة العربية هي عدوه اللدود ويستجلب الرواسب التاريخية لبث هذا العداء في قلوب الإيرانيين..وما أحب أن أنوه له أن الصراع -وفقًا لهذه المعطيات- ليس في حقيقته بين الشيعة والسنة، بل بين الثقافة الفارسية والعربية أما الفكرة الطائفية فهي السلاح الذي يستخدم لتعزيز دوافع الصراع داخل الدول العربية.
يجب أن تكون هذه النقطة واضحة للشعوب العربية حتى نتجاوز مسألة الشيعة والسنة عن وعي وإدراك لحقيقة العدو الأساسي والأول… ربما لا أكون مبالغًا إذا وضعت النظام الإيراني كأول عدو للثقافة العربية ولكنني أيضًا لا أكون مبالغًا إذا قلت بأن النظام الإيراني لا محالة خاسر في هذه الجبهة وأن كيده سينقلب على نحره بكل تأكيد..فهو لا يحارب ثقافة بائسة بل ثقافة لها تاريخ عريق، ولا يحارب ثقافة داخل دولة واحدة بل لاثنين وعشرين دولة عربية، وأعتقد أن ذلك أكبر كثيرا من حجم إيران.
1
ايران تريد طمث الهويه العربيه وبتسميتها للخليج العربي بالخليج الفارسي
ايران تضخ اموالها لتحقيق مكاسبها ولاتراعي لشعبها في ذلك الدعم والذي اثر سلبا على اقتصادها رغم العقوبات المفروضه عليها
ايران تريد ان تمحوا الإسلام السني وتحوله للتشيع فتاريخ العرب في حروبه ضد الفرس لازال يؤرق تاريخهم ويحاولون تثبيت ذاتهم وهم يحلمون